موقف الجزائر من القضايا الدولية الراهنة

عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ليؤكد مجددًا على دور الجزائر الفاعل في الساحة الدولية، وذلك من خلال تسليط الضوء على موقف البلاد من الملف السوري والحرب الروسية الأوكرانية. وقد تناول في حديثه أهمية الوساطة الجزائرية في هذين الملفين الشائكين.

وساطة الجزائر في الملف السوري

في حوار خاص مع صحيفة "لوبوان"، كشف الرئيس تبون عن إرسال مبعوث خاص إلى بشار الأسد قبل وقوع الأحداث الكبرى التي شهدتها سوريا. وقد أشار إلى أن الجزائر قد عرضت، بالتعاون مع الأمم المتحدة، أن تتولى الوساطة بين الأسد ومعارضيه، لكن هذه المبادرة لم تنجح في تحقيق نتائج ملموسة.

وعند الحديث عن موقف الجزائر من الملف السوري، أوضح تبون أنه كان يهدف إلى إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال القمة التي استضافتها الجزائر، إلا أن اعتراض دولتين حال دون تحقيق ذلك. وبعد فترة وجيزة، تمت دعوة بشار الأسد لحضور قمة الرياض التي تلت القمة الجزائرية.

وصف الرئيس تبون الوضع في الشرق الأوسط بأنه يفتقر إلى التضامن الحقيقي، مؤكدًا أن الجزائر كانت وما زالت تتحدث بصراحة مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وكانت دائمًا حازمة بشأن المجازر التي ارتكبت ضد الشعب السوري.

الحرب الروسية الأوكرانية: دعوة للوساطة

كما أشار الرئيس تبون إلى طلب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى موسكو، حيث دعا إلى بذل جهود لتحقيق السلام. وقد أثار تبون خلال حديثه أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في هذا السياق.

وفي هذا السياق، ذكر الرئيس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى الضوء الأخضر للوساطة الجزائرية وكان مستعدًا للحوار، إلا أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي لم يبد أي رد أو تجاوب مع هذه المبادرة.

وفي ختام حديثه، عبّر الرئيس تبون عن انتقاده للازدواجية في المعايير التي تُستخدم في التعامل مع الأزمات الدولية، مشددًا على أهمية التزام الجميع بمبادئ العدالة والتضامن.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 17