-

فرص الجزائر في قطاع الليثيوم الاستراتيجي

فرص الجزائر في قطاع الليثيوم الاستراتيجي
(اخر تعديل 2024-12-29 10:19:37 )

أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، على أهمية التركيز على المعادن الاستراتيجية التي تضيف قيمة عالية للاقتصاد الوطني، ومن أبرزها معدن الليثيوم. هذا المعدن الثمين يمكن أن يعزز من دور الجزائر في مجالات التكنولوجيا الخضراء ويجعلها لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال الواعد.

جاء ذلك خلال إشرافه على ورشة عمل تم تخصيصها لمناقشة تطوير قطاع الليثيوم، المعروف بـ"الذهب الأبيض". هذا المعدن ليس فقط عنصرًا مهمًا في التحول الطاقوي العالمي، ولكنه أيضًا فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد الوطني.

وشدد عرقاب على أن هذه الفعالية تأتي في إطار رؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي تهدف إلى تعزيز تنوع الاقتصاد الوطني من خلال استكشاف واستغلال المعادن الاستراتيجية، مثل الليثيوم. وقد أظهرت المؤشرات الأولية وجود هذا المعدن في مناطق معينة بجنوب البلاد، خاصةً في كتلة الهقار.

وجود الليثيوم يفتح آفاقًا جديدة أمام الاقتصاد الجزائري، حيث يعتبر تحديًا يجب على البلاد رفعه. لذا، يجب وضع استراتيجية طموحة لاستغلال هذا المورد الاستراتيجي، الذي يمثل ركيزة أساسية في التحول الطاقوي. فدور الليثيوم يمتد إلى تطوير البطاريات والمركبات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة، مما يعزز من موقع الجزائر في سلسلة الطاقة العالمية.

أهمية المعادن في الطاقة المتجددة

بالنسبة للطاقات المتجددة، يرى الوزير أن التركيز يجب أن يشمل المعادن الحيوية اللازمة لتطويرها، مثل تلك المستخدمة في البطاريات والألواح الشمسية. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات منها التوافر المحدود للموارد وتقلب الأسعار على المستوى الدولي.
مجمع 75 الحلقة 225

على الرغم من المساحة الجيولوجية الغنية التي تتمتع بها الجزائر، إلا أنها لم تستغل جميع مواردها المعدنية بعد. وقد ساهمت البرامج الاستكشافية والتنقيبية في اكتشاف مئات الرواسب والمعادن، إلا أن استغلالها الحالي لا يزال غير كافٍ لتلبية الطموحات الوطنية.

استغلال الموارد المحلية

أوضح الوزير أن استغلال الموارد المحلية يمكن أن يوفر مئات الملايين من الدولارات، مما يعزز من الصناعات التحويلية مثل الرخام والرمال الصناعية والذهب، وبالتالي يضمن قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

وأكد عرقاب أن تطوير الصناعة الوطنية يعتمد بشكل أساسي على استغلال المواد المحلية المتاحة بكميات ونوعيات جيدة. ورغم عدم تطوير المواد المحلية بشكل كامل حتى الآن، تواصل الوزارة العمل على اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز الاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن نجاح مشروع تطوير قطاع الليثيوم يعتمد بشكل كبير على التعاون بين المؤسسات العامة وشركات التعدين والمستثمرين والباحثين. وقد أشاد الوزير بمشاركة خبراء جزائريين بارزين مثل البروفيسور كريم زغيب والبروفيسور كمال يوسف تومي في هذه الورشة لدعم هذا المشروع الطموح.

الطلب العالمي على الليثيوم

يتزايد الطلب على معدن الليثيوم في الاستخدامات التجارية، خاصةً في تصنيع بطاريات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. كما أن التحول نحو الطاقة النظيفة قد يصبح مستحيلاً بدون الليثيوم، الذي يُستخدم في صناعة البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة.

وقد شهد الطلب على الليثيوم ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، تزامنًا مع توجه مصانع السيارات نحو تصنيع المركبات الكهربائية. جاء هذا التحول بعد إعلان عدة دول مثل المملكة المتحدة والسويد وهولندا وفرنسا والنرويج وكندا عن خطط لحظر بيع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي.

وأشار تقرير للبنك الدولي إلى ضرورة مضاعفة إنتاج الليثيوم خمس مرات لتحقيق الأهداف العالمية للقضاء على الانبعاثات بحلول عام 2050. هذه التوجهات تعكس الحاجة الملحة للاعتماد على هذا المعدن الاستراتيجي لضمان مستقبل مستدام للطاقة.