زيادة الإنفاق العسكري الجزائري إلى مستويات قياسية

تستعد الجزائر لرفع إنفاقها العسكري في عام 2025 إلى مستوى قياسي، حيث من المتوقع أن يصل إلى 3.35 تريليون دينار، أي ما يعادل 25.1 مليار دولار. تعد هذه الأرقام من بين الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لتقرير حديث نشرته وكالة "بلومبرغ".
زيادة ملحوظة في الإنفاق العسكري
يُظهر التقرير أن نسبة الإنفاق العسكري في الجزائر ستزيد بنسبة 16% مقارنة بالعام السابق، وهو ما تم الإشارة إليه في مشروع قانون المالية لعام 2025 الذي حصل على موافقة البرلمان بغرفتيه. في عام 2023، احتلت الجزائر المركز التاسع عشر عالمياً في حجم الإنفاق العسكري، مما يجعلها الدولة الأولى في إفريقيا في هذا المجال بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
تهديدات إقليمية غير مسبوقة
سيشكل الإنفاق العسكري الجزائري في عام 2025 خمس ميزانية البلاد، حيث تشير الجزائر إلى ما تعتبره "تهديدات إقليمية غير مسبوقة"، وفقاً لما ذكرته وكالة "بلومبرغ". تمتلك الجزائر موارد نفطية وغازية كبيرة، وقد نجحت في تعزيز مكانتها كبديل رئيسي لإمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
على مدى السنوات الأخيرة، شهدت منطقة شمال إفريقيا سلسلة من الاضطرابات السياسية، بما في ذلك الانقلابات العسكرية وظهور جماعات مسلحة. هذا الوضع يعكس تهديدات متزايدة للأمن في الدول المجاورة مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
ميزانية ضخمة لعام 2025
من المتوقع أن تبلغ ميزانية الجزائر لعام 2025 حوالي 125.7 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 10% مقارنة بميزانية عام 2024. ومع ذلك، فإن الميزانية لا تتضمن تفاصيل واضحة حول كيفية تخصيص مخصصات الدفاع.
العبقري مترجم الحلقة 9
يتوقع قانون المالية أيضاً زيادة صادرات النفط والغاز بنسبة 1.9%، استناداً إلى سعر خام متوقع يبلغ 70 دولاراً للبرميل، مع توقعات بنمو اقتصادي بنسبة 4.5% في العامين 2025 و2026. تسعى الجزائر إلى تنويع اقتصادها في ظل توجه العديد من مشتري الطاقة في الغرب نحو موارد أكثر استدامة، وقد أبرمت الجزائر مؤخراً اتفاقيات لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.
ردود أفعال مغربية
تفاعلت وسائل الإعلام المغربية مع تقرير "بلومبرغ" حول زيادة الإنفاق العسكري الجزائري، وسط مخاوف من احتمال اتخاذ الجزائر خطوة نحو التصعيد العسكري. وقد تناولت صحيفة "هسبريس" هذه القضية، مُظهِرةً القلق الشعبي من ارتفاع مستوى تسليح الجزائر.
تسائل العديد من المغاربة عن الدوافع وراء هذا التصعيد، مشددين على أنه لا يوجد ما يبرر هذا الاتجاه من جانب الجزائر، سواء من الناحية العسكرية أو الدبلوماسية. يبقى الوضع في المنطقة تحت المراقبة، حيث تتزايد المخاوف من تداعيات هذه السياسات الجديدة.