ارتفاع صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال
في خطوة تعكس انتعاش قطاع الطاقة في الجزائر، شهدت صادرات البلاد من الغاز الطبيعي المسال (GNL) زيادة ملحوظة خلال شهر سبتمبر من العام 2024، حيث ارتفعت الكميات المصدرة بشكل كبير مقارنة بالشهر الذي سبقه.
تفاصيل الزيادة في الصادرات
أفادت التقارير الصادرة عن وكالة S&P Global بأن شركة سوناطراك، الشركة الوطنية للنفط والغاز في الجزائر، قد تمكنت من تصدير حوالي 700,000 طن من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يعادل 13 شحنة خلال هذا الشهر. بالمقارنة، كانت الصادرات في شهر أغسطس قد بلغت 450,000 طن فقط، مما يظهر تحسناً ملحوظاً في الأداء.
مقارنة مع العام السابق
على الرغم من الزيادة الكبيرة في الصادرات مقارنة بشهر أغسطس، فإن الكميات المصدرة خلال سبتمبر 2024 لا تزال أقل من مستوى العام الماضي، حيث سجلت الجزائر صادرات تبلغ 800,000 طن في نفس الشهر من عام 2023.
أسباب الارتفاع في الصادرات
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع الملحوظ في صادرات الغاز، ومن أبرزها تأثر شحنات الغاز عبر أنبوب "مدغاز" الذي يربط الجزائر بإسبانيا، بسبب أعمال الصيانة التي جرت في الفترة من 15 إلى 27 سبتمبر. يُعتبر هذا الأنبوب حيويًا لأنه يوفر الغاز لأحد أكبر المستهلكين في السوق الأوروبي.
عوامل أخرى تساهم في زيادة الشحنات
إلى جانب أعمال الصيانة، تسهم العوامل الجغرافية وتكاليف الشحن المنخفضة في تعزيز الصادرات الجزائرية إلى أوروبا. حيث شهدت تكاليف الشحن انخفاضاً ملحوظاً في سبتمبر 2024، حيث تراجعت التكلفة إلى 21 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بـ 40 سنتًا في نفس الفترة من العام الماضي.
تيتا زوزو الحلقة 24
تراجع الصادرات في الأرباع الأولى من العام
على الرغم من الزيادة الحالية، فإن صادرات الغاز المسال الجزائرية شهدت تراجعًا في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث انخفضت بنسبة 10.7% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة "الطاقة".
أسباب التراجع
أشار الخبراء إلى أن الزيادة في الاستهلاك المحلي للغاز تعد من أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع الصادرات، مع توقعات بتحسن الأرقام مع نهاية العام. حيث بلغت صادرات الغاز المسال الجزائرية 8.88 مليون طن بين يناير وسبتمبر 2024، مقارنة بـ 9.95 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي.
أهمية الغاز الجزائري في السوق الأوروبية
تظل صادرات الغاز المسال الجزائرية مصدر إمداد رئيسي لعدد من الدول الأوروبية، وقد شهدت هذه الصادرات ارتفاعًا قياسيًا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية وما تبعها من نقص في إمدادات الغاز الروسي، مما جعل الجزائر شريكًا مهمًا في تلبية احتياجات السوق الأوروبية من الطاقة.
