-

توترات الجزائر وفرنسا: بين الاحتجاج والجوسسة

توترات الجزائر وفرنسا: بين الاحتجاج والجوسسة
(اخر تعديل 2024-12-23 11:38:24 )

في خطوة غير مسبوقة، قامت الجزائر مؤخرًا باستدعاء السفير الفرنسي ستيفان روماتي، وذلك احتجاجًا على ما اعتبرته ممارسات عدائية من قبل أجهزة الأمن الفرنسية، والتي كان من أبرزها المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE). هذه الخطوة تعكس توترًا متزايدًا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، حيث تسعى الجزائر لحماية سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.

خلفية التوترات: محاولات زعزعة الاستقرار

تُشير المعلومات المتداولة إلى أن الجهات الفرنسية كانت تخطط لزعزعة استقرار الجزائر، وهو ما يزيد من حدة هذه التوترات. تمثل هذه الأحداث جزءًا من تاريخ طويل من التفاعلات المعقدة بين البلدين، حيث تسعى الجزائر لتجنب أي تدخلات قد تؤثر على أمنها الداخلي.

سفارة أو وكر جوسسة؟

وفي سياق متصل، كشف الناشط السياسي رشيد نكاز عن تفاصيل تاريخية مهمة تتعلق بتورط المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية في أعمال جوسسة، مستعرضًا تجارب سابقة مثل تلك التي حدثت في بوركينا فاسو، حيث كانت باريس تقوم بأنشطة تجسس تهدف للتأثير على الأحداث الداخلية لتلك الدولة.

استغلال المناصب الدبلوماسية

أشار نكاز إلى أن اثنين من مديري مصالح الأمن الخارجي الفرنسي قد شغلا منصب سفير لدى الجزائر، وهما برنار باجولي، الذي تولى منصب السفير بين 2006 و2008، قبل أن يُعيّن مديرًا للأجهزة الاستخباراتية الفرنسية من 2013 إلى 2017، وبرنار إيميه الذي شغل منصب السفير من 2014 إلى 2017، ثم عُين لاحقًا مديرًا للاستخبارات الفرنسية.

تساؤلات حول النوايا

تساءل نكاز: "كيف يُمكن لفرنسا أن تعين جواسيس في منصب السفراء لدى الجزائر؟"، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعكس عدم احترام للسيادة الجزائرية. ويبدو أن الجزائر تمثل نقطة انطلاق رئيسية لأجهزة الاستخبارات الفرنسية، مما يثير القلق بشأن النوايا الحقيقية وراء هذه التعيينات.

تحديات السياسة الخارجية الجزائرية

يعتقد نكاز أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة في تطوير سياستها الخارجية، خاصةً فيما يتعلق بقدرتها على إقامة علاقات جديدة مع دول أخرى. فرنسا، وفقًا له، لا تستطيع قبول هذا التحول، مما يؤدي إلى مزيد من التوترات بين البلدين.

خاتمة

تُعتبر المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE) الهيئة الرئيسية لجمع المعلومات والتجسس خارج حدود فرنسا، وتلعب دورًا محوريًا في السياسة الفرنسية. في ظل هذه التوترات، يبقى من المثير للاهتمام متابعة كيف ستتطور العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وما إذا كانت الجزائر ستواصل اتخاذ خطوات للدفاع عن سيادتها ومصالحها.
وتبقى ليلة الحلقة 102