الجزائر تدعو لرفض التدخلات الأجنبية في ليبيا

تواصل الجزائر تعزيز موقفها الداعم لسيادة الدول العربية، حيث ترفض بشدة التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول. وقد عبرت عن هذا الموقف من خلال مرافعاتها في المحافل الدولية، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على استقلالية الدول العربية.
في هذا السياق، طالب عمار بن جامع، ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، بالانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية. جاء ذلك خلال كلمة له في مجلس الأمن الدولي، حيث أكد على أهمية احترام سيادة ليبيا ووحدتها وسلامة أراضيها.
دعوة للاحترام الكامل لسيادة ليبيا
خلال كلمته، أشار بن جامع إلى أن ليبيا تمر اليوم بمرحلة حاسمة في تاريخها، تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المحلية والدولية للتصدي للتحديات الراهنة. كما دعا جميع الأطراف الليبية إلى التعاون مع بعثة الأمم المتحدة لحل النزاعات المتعلقة بالانتخابات، بهدف كسر الجمود السياسي الذي تعاني منه البلاد.
وشدد على أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته التاريخية في دعم ليبيا، وتمكين شعبها من بناء مستقبل أكثر إشراقًا. كما دعا إلى تقديم المساعدات اللازمة لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها ليبيا.
التأكيد على الحلول المحلية
في إطار موقف الجزائر الثابت، أكد وزير الخارجية، حمد عطاف، خلال اجتماعه مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا سيروا تيتيه، على أهمية أن يكون الحل في ليبيا ليبيًا-ليبيًا، دون استبعاد أي طرف. كما أكد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والسيادة الترابية.
وشدد عطاف على أن توحيد المؤسسات الوطنية وإلغاء الانقسامات يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار في البلاد. وأكد أيضًا على أن وقف التدخلات الخارجية بكافة أشكالها هو ضرورة ملحة لتمكين الشعب الليبي من تحديد مصيره بنفسه.
أهمية الانتخابات الحرة
كما أشار الوزير إلى ضرورة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، كوسيلة لضمان شرعية المؤسسات الليبية وتمكينها من أداء مهامها بفعالية واستقلالية. إن الانتخابات تمثل الطريق الأمثل نحو بناء مستقبل مستقر وموحد.
دعم الاقتصاد الليبي
على صعيد آخر، نجحت الجزائر في التأكيد على أهمية استرجاع الأصول الليبية المجمدة، مما سيمكن الحكومة الليبية من رفع التجميد عن هذه الأصول، والتي ظلت مجمدة منذ عام 2011. وقد أعلنت المؤسسة الليبية للاستثمار مؤخرًا رفع جميع الحجوزات القضائية على أصولها في بلجيكا، مما يعد خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وقد أعرب عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عن أهمية هذه الخطوة في دعم الاقتصاد الليبي. كما عبر عمار بن جامع عن قلقه إزاء التآكل المستمر للأصول الليبية المجمدة بسبب سوء الإدارة، مؤكدًا على ضرورة أن يستفيد الشعب الليبي من تعويضات كاملة عن هذه الانتهاكات.
بارينيتي الحلقة 11
وفي النهاية، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا بالإجماع يسمح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أصولها، التي تقدر قيمتها بحوالي 70 مليار دولار، مع الإبقاء على وضعية التجميد، مما يعكس أهمية الدعم الدولي لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا.