الجزائر تعزز التعليم في إفريقيا

في خطوة تعكس التزام الجزائر القوي بتعزيز التعليم في قارة إفريقيا، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في يوم الثلاثاء، أن البلاد تعمل بجد للمساهمة في تحسين مجالات التربية والتعليم والتكوين للقارة السمراء. هذا الالتزام يتجلى في استقبال الطلاب من مختلف الدول الإفريقية في الجامعات ومعاهد التدريب والتكوين الجزائرية، مما يعكس روح التعاون والتضامن بين الدول الإفريقية.

أهمية التعليم كأولوية قصوى

خلال كلمته في افتتاح المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، الذي أقيم في العاصمة الموريتانية نواكشوط، شدد الرئيس تبون على ضرورة اعتبار التعليم أولوية قصوى، مشيراً إلى أنه يمثل تحدياً مشتركاً يتطلب التعاون والعمل ضمن إطار قاري موحد. إن معالجة قضايا التعليم تعد واحدة من أبرز التحديات التي يجب التصدي لها لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا.
شراب التوت الحلقة 80

التحديات التي تواجه التعليم في القارة

في حديثه، تطرق الرئيس تبون إلى التحديات المتعددة التي تعترض سبيل التعليم في إفريقيا، مثل ارتفاع نسبة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، ونقص الموارد اللازمة لتطوير الكوادر التربوية. وأكد الرئيس أن إيجاد أنظمة تعليمية تتناسب مع متطلبات العصر الحديث هو ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

الجهود الجزائرية في دعم التعليم الإفريقي

وكشف الرئيس تبون أن عدد الطلاب الأفارقة المسجلين حالياً في الجامعات الجزائرية يبلغ 5998 طالباً، كما أن الجزائر تقدم 2000 منحة دراسية سنوية في التعليم العالي و500 منحة في التكوين المهني للطلاب الأفارقة. وأعرب عن اعتزازه بتوفير فرص التعليم لـ 65,000 طالب إفريقي منذ استقلال الجزائر، مما يعكس التزام الجزائر بتعزيز التعليم في القارة.

تجربة الجزائر الريادية في التعليم

أبرز الرئيس تبون في كلمته تجربة الجزائر في بناء نظام تعليمي شامل، حيث أشار إلى أن عدد التلاميذ في الجزائر قد بلغ حوالي 12 مليون متمدرس في العام الدراسي الحالي، مقارنةً بـ 900 ألف فقط سنة 1962. كما ارتفعت نسبة تمدرس الأطفال البالغين 6 سنوات من 43.42% في 1966 إلى 99.89% في 2024، مما يشير إلى تقدم كبير في مجال التعليم.

استراتيجية التعليم الحديثة

وفيما يتعلق بالموارد البشرية، أوضح تبون أن عدد الأساتذة تجاوز 600 ألف أستاذ، مما يدل على مدى اهتمام الجزائر بتطوير التعليم. كما أكد أن الجزائر تعتمد استراتيجية شاملة لإدماج التكنولوجيا الحديثة في التعليم، بما في ذلك إدخال اللوحات الرقمية واللغة الإنجليزية في المناهج الدراسية، إلى جانب إنشاء مدارس متخصصة في مجالات مثل الرياضيات والذكاء الاصطناعي.

رؤية موحدة لمستقبل إفريقيا

دعا الرئيس تبون إلى تعزيز التعاون القاري لتحقيق رؤية 2063 لإفريقيا موحدة ومستقرة. وأكد أن الجزائر ستواصل العمل بلا كلل لتوفير فرص التعليم الجيد للأطفال الأفارقة، مما يعكس انخراط الجزائر في الجهود المشتركة لترقية نظم التعليم في القارة، وإرادتها الراسخة في تعزيز التعاون والتضامن الإفريقي.

الالتزام بالمبادئ الإفريقية

في ختام كلمته، شدد تبون على أن الجزائر ستظل وفية لانتمائها وعمقها الإفريقي، مجدداً التزامها بالمبادئ التي يقوم عليها الاتحاد الإفريقي. كما أكد أن الجزائر ستستمر في بذل الجهود مع رواد العمل الإفريقي الجماعي من أجل تحقيق إفريقيا موحدة ومستقرة وآمنة، مما يعكس تطلعات الآباء المؤسسين للاتحاد الإفريقي.