الجزائر ودعم القضايا الإفريقية في الأمم المتحدة
في إطار أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، تناول وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، العديد من القضايا التي تهم القارة الإفريقية. حيث تناول في حديثه موضوعات محورية تمس الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى أهمية التنمية المستدامة في المنطقة.
الصحراء الغربية: حق تقرير المصير
أبرز عطاف خلال كلمته قضية الصحراء الغربية، مشدداً على التزام الجزائر الثابت بدعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأكد بأن الجزائر ستواصل جهودها حتى يتحقق هذا الحق غير القابل للتصرف.
الدم الفاسد الحلقة 5
وقال الوزير في هذا السياق: "إن ظاهرة الاستعمار في الصحراء الغربية مصيرها الزوال، مهما طال الزمن أو قصر، وأن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ستجد طريقها إلى النفاذ عاجلاً أم آجلاً".
وشدد عطاف على أن الجزائر لن تقبل بأي محاولات لفرض الأمر الواقع، حيث سيظل الشعب الصحراوي متمسكًا بحقه في تقرير مصيره، وستظل الجزائر داعماً قوياً لهذا الحق.
إنهاء التدخلات الأجنبية في ليبيا
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أشار وزير الخارجية أحمد عطاف إلى تأثير التدخلات الأجنبية على الشؤون الداخلية لليبيا. حيث دعا إلى ضرورة الإسراع في معالجة هذه التدخلات التي تستنزف مقدرات البلاد وتعمق الانقسامات بين أبنائها.
وقال ممثل الجزائر في نيويورك: "لا يمكن لليبيين أن يتوحدوا ويحققوا المصالحة الوطنية إلا عبر إنهاء هذه التدخلات الخارجية".
كما جدد الوزير التأكيد على دعم الجزائر للشعب الليبي في سعيه نحو تنظيم انتخابات حرة وتحقيق التوافق الوطني، والذي يعد خطوة مهمة نحو بناء ليبيا موحدة ومستقرة.
تحقيق التنمية وحل النزاعات في القارة
وفي سياق تعزيز التنمية في القارة الإفريقية، أشار عطاف إلى أن الجزائر تسعى إلى تحقيق حلول إفريقية المنشأ تهدف إلى التنمية المستدامة وحل النزاعات. حيث أكد أن إفريقيا بحاجة ماسة إلى حلول محلية يتم تطويرها من داخل القارة، مستفيدة من إمكانياتها الذاتية لإخماد فتيل الصراعات وتحقيق الاستقرار.
كما أشار الوزير إلى أهمية استثمار إفريقيا في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وأهمية مواصلة العمل على إصلاح المؤسسات المالية الدولية لضمان تمثيل أفضل للدول الإفريقية في النظام المالي العالمي.
الجزائر تتضامن مع دول الساحل
في الختام، أكد وزير الخارجية أحمد عطاف على أهمية الأمن والاستقرار في دول الساحل. حيث أوضح أن أمن واستقرار هذه الدول هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الجزائر وشمال إفريقيا، مما يعكس التزام الجزائر الكامل بدعم دول وشعوب المنطقة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث: "إن الجزائر تؤمن أن استقرار المنطقة مرتبط بتحقيق التنمية المستدامة، وتخفيف الفقر، والتصدي لظواهر الإرهاب والتغيرات المناخية التي تؤثر بشدة على المنطقة".