تعاون الجزائر وفرنسا: آفاق جديدة للعلاقات

في خطوة تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون، أدلى وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بتصريحات هامة عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون. حيث أكد بارو على أهمية الدخول في مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، هذه المرحلة التي تقوم على مبادئ التكافؤ والمنفعة المتبادلة.

الهجرة والتنقل: مراجعة الاتفاقيات لتعزيز الفعالية

أوضح الوزير الفرنسي أن البلدين اتفقا على ضرورة مراجعة محتوى الاتفاقيات المتعلقة بالتنقل والهجرة. وأشار إلى أهمية إدخال تعديلات على هذه الاتفاقيات لجعلها أكثر فعالية وتلبية للمصالح المشتركة. هذه الخطوة تأتي في إطار سعي كلا الطرفين لتحسين أوضاع الهجرة والتنقل بينهما.

ملفات اقتصادية عالقة.. ونية لدفع التعاون

تناول بارو خلال حديثه بعض الصعوبات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، خاصةً في مجالات الصناعات الغذائية، السيارات، والنقل البحري. وأكد أن الرئيس الجزائري أبدى استعداده لدفع التعاون الثنائي في هذه القطاعات. كما كشف عن لقاء مقرر بين رئيس منظمة أرباب العمل الفرنسية ونظيره الجزائري في 9 مايو المقبل، بالإضافة إلى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة قبل الصيف لمناقشة القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.

ملف الذاكرة: استئناف عمل لجنة المؤرخين

فيما يتعلق بملف الذاكرة، أكد بارو استئناف الاتصالات بين المؤرخين الجزائريين والفرنسيين في اللجنة المشتركة. وأشار إلى أنه تأكد شخصياً من تقدم هذا المسار. كما ذكر أن الرئيس تبون دعا المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا لزيارة الجزائر لاستكمال العمل على استرجاع الممتلكات الثقافية الجزائرية، موضحًا أن هذا الملف سيتم متابعته بشكل مباشر من قبله ومن قبل نظيره الجزائري.

استئناف الحوار الدبلوماسي

كما أشار بارو إلى استئناف الحوار بين دبلوماسيتي الجزائر وفرنسا، معلنًا عن لقاء مرتقب بين الأمينين العامين لوزارتي خارجية البلدين في الأيام القليلة المقبلة. هذا اللقاء يعد خطوة مهمة في تعزيز التعاون الدبلوماسي بين البلدين.

نحو علاقة متكافئة ومتجددة

اختتم وزير الخارجية الفرنسي زيارته بالتأكيد على وجود رغبة سياسية مشتركة بين الجزائر وفرنسا لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، والتي تقوم على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل. وأكد أن هذه الرغبة تهدف إلى خدمة مصالح الشعبين، مشددًا على أن هذا هو الهدف الرئيسي من زيارته للجزائر.