الجزائر: دور محوري في تعزيز التعاون الدولي

الجزائر: دور محوري في تعزيز التعاون الدولي

شهدت الجزائر في الأيام القليلة الماضية سلسلة من الزيارات الرفيعة المستوى من قادة ومسؤولين دوليين بارزين، مما يعكس مكانتها المحورية في المنطقة ودورها كجسر استراتيجي بين ضفتي المتوسط. هذه الزيارات تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، حيث تم إجراء مباحثات مع وفود من روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مسؤولين من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

مباحثات جزائرية-روسية لتعميق الشراكة الاستراتيجية

في إطار تعزيز التعاون بين الجزائر وروسيا، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف في قصر المرادية. خلال هذا اللقاء، تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات حيوية مثل الطاقة والصناعة والزراعة والمالية. تأتي هذه الزيارة كجزء من الاجتماع الـ12 للجنة الحكومية الروسية-الجزائرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، التي تهدف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس تبون إلى موسكو في يوليو 2023.

وأكد باتروشيف على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشددًا على ضرورة توسيع أطر التعاون الاقتصادي والفني بينهما، بما يتماشى مع المصالح المشتركة.

زيارة قائد أفريكوم: تعاون جزائري-أمريكي لتعزيز الأمن الإقليمي

في سياق متصل، استقبل الرئيس تبون قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، الذي أشاد بالدور الريادي للجزائر في ضمان استقرار القارة الإفريقية. تناول اللقاء ملفات التعاون العسكري والأمني، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز الأهداف الأمنية المشتركة بين الطرفين.

وقال لانغلي إن هذه المذكرة تمثل خطوة هامة نحو بناء علاقة أكثر عمقًا، تسهم في تحقيق الأمن والسلام الإقليمي والدولي، معتبرًا الجزائر نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
المشردون الحلقة 9

الناتو والجزائر: شراكة متينة لمواجهة التحديات الأمنية

في إطار تعزيز الحوار المتوسطي، استقبل الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لحلف الناتو، خافيير كولومينا. تم تناول ضرورة تطوير آليات التعاون لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، وأهمية "مخطط العمل للجوار الجنوبي" الذي يعكس رؤية الناتو لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وأشاد كولومينا بالدور المحوري للجزائر في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن الشراكة بين الطرفين ستشهد تطورًا ملحوظًا مع اعتماد برنامج الشراكة الفردي الجاري التفاوض بشأنه.

الجزائر: منصة حوار دولي واستقرار إقليمي

تمثل هذه الزيارات الثلاث تأكيدًا على الأهمية المتزايدة للجزائر كطرف أساسي في المنطقة، وما يعكسه ذلك من ثقة دولية في قدرتها على تعزيز التعاون متعدد الأطراف وتقديم حلول فعالة للتحديات المشتركة. إن الجزائر، بفضل موقعها الاستراتيجي ورغبتها في تعزيز السلام والاستقرار، تظل محط أنظار العالم.