أحلام عمر: طفل غزاوي ضحية العنف

في قلب غزة، حيث تتداخل الأحلام مع الواقع المرير، عاش طفل يُدعى عمر حسن حلاسة، في عمر الثماني سنوات، كان يحمل في قلبه شغفًا كبيرًا بكرة القدم. قال ببراءة الأطفال: "سأكون يومًا أهم نجم كرة قدم في العالم". ولكن، للأسف، لم تسعفه الظروف لتحقيق هذا الحلم. فقد استشهد عمر إثر قصف "إسرائيلي" همجي على القطاع، لينضم إلى قائمة طويلة من الرياضيين الذين فقدوا حياتهم نتيجة العدوان المستمر.
مئات الشهداء من الحركة الرياضية الغزاوية
تعد الرياضة الفلسطينية ضحية للعدوان المستمر، حيث فقدت المئات من أرواح أبنائها، في انتهاك صارخ لكل الأعراف الإنسانية. وفقًا للجنة الأولمبية الفلسطينية، تجاوز عدد شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية 560 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر 2023. هذا العدد يتضمن 250 لاعب كرة قدم، بالإضافة إلى 51 شهيدًا من جمعية الكشافة والمرشدات، و259 من أعضاء الأكاديميات الرياضية.
بُنى تحتية "ممسوحة"
لم تتوقف آثار العدوان عند فقدان الأرواح، بل طالت البنية التحتية الرياضية أيضًا. دمر الاحتلال الإسرائيلي 265 منشأة رياضية، منها 184 بشكل كامل و81 بشكل جزئي، في حين شهدت 23 ملعب كرة قدم تدميراً جزئياً أو كلياً، مثل ملاعب اليرموك وفلسطين والدرة. كما تم تدمير 12 ملعب كرة قدم تم تمويلها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
دين الروح الحلقة 15
مقابر لا ملاعب
لم يكتف الاحتلال بتدمير البنية التحتية الرياضية، بل حول العديد من هذه المنشآت إلى مراكز اعتقال أو ملاجئ أو حتى مقابر مؤقتة لدفن ضحايا الإبادة الجماعية، مما يعكس همجية الاحتلال الذي لا يرحم.
رياضيون مُحالون إلى التقاعد
أفادت الإحصائيات الأخيرة بأن هناك حوالي 6000 رياضي غزي، بينهم لاعبون ومدربون وإداريون، فقدوا مصدر دخلهم الوحيد بسبب استهداف القطاع الرياضي. هؤلاء الرياضيون، الذين كان لهم دور كبير في تعزيز الأنشطة الرياضية، أصبحوا الآن بلا عمل وبلا مستقبل.
مطالب بالعدل في العقوبات
طالبت اللجنة الأولمبية الفلسطينية مرارًا بضرورة معاقبة كيان الاحتلال على انتهاكاته المتكررة. وقد بعث رئيس اللجنة، جبريل الرجوب، برسالة إلى اللجنة الأولمبية الدولية و"فيفا" مشيرًا إلى انتهاك الاحتلال للهدنة الأولمبية، مطالبًا باتخاذ إجراءات صارمة مثل تلك التي اتخذت ضد الفرق الروسية.
هل تعود الرياضة الفلسطينية كما كانت؟
على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها الرياضة الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني، وخاصة أهل غزة، يمتلكون قدرة كبيرة على الصمود والتعافي. لقد أثبتوا ذلك في الماضي، وأكدته الأزمات الحالية، مما يُبقي الأمل حيًا في إمكانية استعادة الرياضة الفلسطينية لما كانت عليه يوماً.