بعد أزيد من نصف قرن.. جزائري يستعيد اسمه الحقيقي

بعد أزيد من نصف قرن.. جزائري يستعيد اسمه الحقيقي
(اخر تعديل 2024-08-18 20:35:16 )

هل تريد ملخصا مني؟

بعد انتظار دام لسنوات طويلة، تمكن الفرنسي جان بيار غيران ذو الأصول الجزائرية من استعادة اسمه الحقيقي عقب خوضه لمعركة قانونية انتهت بانتصاره.

محمد قورمي البالغ من العمر 57 عاما، استطاع استعادة اسمه الحقيقي، رسميا بعد أن عاش طيلة حياته يحمل اسماً أعجميًا منحته إياه السلطات الفرنسية سنوات الستينيات.

ولد محمد قورمي بالجزائر سنة 1953، حيث وصل إلى مدينة ستراسبورغ في فرنسا وسنه لم يتجاوز الـ13 عام 1966 أين كان والده يعالج في إحدى المستشفيات.

ويروي محمد قورمي قصته لوسائ إعلام فرنسية، حيث أكد أنه وصل مع شقيقيه أحمد وشريف إلى فرنسا سنة 1966 ليلتقوا والدهم الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى في منطقة الألزاس.

وأضاف محمد قورمي، أنه تم إيداعه رفقة إخوته مركز رعاية تحت وصاية السلطات الفرنسية، حيث قرر القضاء أن والدهم غير قادر على الاعتناء بهم، ليضطروا بعدها إلى تغيير أسمائهم العربية إلى أخرى فرنسية من أجل اندماج أفضل.

وعقب ذلك أصبح أحمد يدعى ألفونس، وأطلق على شريف اسم كريستيان، وأخذ محمد اسم معلمه جان بيار، وأطلق على الأخوة قرومي لقب غيران.

ورغم مرور السينون رفض محمد التخلي عن اسمه ودخل في معركة طويلة انتهت باستعادة هويته، وأصبحت بين يديه بطاقة هويته الجديدة، الصادرة باسمه الأصلي.

وعقب ذلك قال محمد قورمي البالغ من العمر 71 سنة “إنها فرحة، إنها نصر، إنها معاناة على الرغم من ذلك 57 عاما من الانتظار” معربًا عن ارتياحه البالغ بعد طول كفاح لاستعادة اسمه.

يذكر أن محمد واجه صعوبات كبيرة تحت اسم جان بيار غيران، لاسيما في العثور على سكن أو عمل، بحكم أن اسمه لا يتوافق مع مظهره.

وفي هذا الصدد قال محمد “تعرضت لبعض الإهانات من فرنسيين لم يتقبلوا أن أخفي هويتي عنهم وأن يكون اسمي هو جان بيار غيران مع سحنتي الداكنة، كما “اعتُبرت خائنا نوعا ما للمجتمع الجزائري لأن اسمي فرنسي”.

واشتغل محمد قورمي ميكانيكيا في شركة ألمانية تبعد نحو 15 كيلومترا من مدينة ستراسبورغ أين يقيم، كما يعتبر ناشطا في المجتمع المحلي وهو مدرب معروف لكرة اليد ومؤسس جمعية فرنسية جزائرية.

ورغم أن قرومي نجح في وضع اسمه على أوراقه الثبوتية، إلا أنه لايزال في نظر المؤسسات الحكومية يدعى جان بيار غيران.

للإشارة فقد حصل محمد قورمي أيضا على الجنسية الجزائرية في نهاية الثمانينيات، حيث أطلق على أبنائه الأربعة “أسماء جزائرية” حتى لا ينفصلوا عن جذورهم الأصلية مؤكدا أنه مهد الطريق أمامهم إذا أرادوا استعادة اسم أجدادهم فسيكون الأمر أبسط.