-

تحول جديد في تصدير النفط الجزائري

تحول جديد في تصدير النفط الجزائري
(اخر تعديل 2025-03-01 22:57:15 )

تحول جديد في تصدير النفط الجزائري

في خطوة غير مسبوقة تعكس التغيرات السريعة في سوق النفط العالمية، قامت شحنة ضخمة من خام مزيج الصحراء الجزائري بشق طريقها نحو نيجيريا، حيث أثارت اهتمام أكبر مصفاة تكرير في القارة الإفريقية. هذا التحول يأتي في ظل تراجع الطلب الأوروبي على النفط، مما يدفع الجزائر إلى البحث عن أسواق جديدة تعزز من مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في القارة السمراء.

الشحنة الموجهة إلى مصفاة دانغوتي النيجيرية لم تقتصر على كونها مجرد شحنة نفط، بل تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين الجزائر ونيجيريا. حيث قامت مصفاة دانغوتي بالتعاقد على أولى شحناتها من النفط الجزائري، ومن المقرر تحميلها في مارس 2025.

الطلب الأوروبي وتحديات السوق

تأتي هذه الخطوة في وقت حرج، حيث شهد الطلب الأوروبي على الخام الجزائري تراجعًا ملحوظًا. هذا التراجع دفع الجزائر إلى استكشاف أسواق جديدة، مما ساهم في انخفاض سعر النفط بمقدار دولار واحد للبرميل خلال شهر فيفري الماضي.
الطائر الرفراف الحلقة 97

مواصفات مزيج الصحراء الجزائري

تتميز شحنة النفط الجزائري بجودتها العالية، مما يجعلها تنافس بشكل قوي مع الخامات المحلية في الأسواق. مصفاة دانغوتي، التي تعتبر الأكبر في إفريقيا بقدرة تكرير تصل إلى 650 ألف برميل يوميًا، تجد أن مزيج الصحراء مناسب تمامًا لمتطلباتها.

تفاصيل الصفقة

قامت مصفاة دانغوتي بشراء شحنة تصل إلى مليون برميل، من المقرر تسليمها بين منتصف مارس والعشرين منه. ورغم عدم الإفصاح عن تفاصيل الأسعار، تشير المصادر إلى أن الصفقة تمت عبر شركة “غلينكور”، مما يعكس تزايد الاهتمام بالخام الجزائري في الأسواق العالمية.

تراجع الطلب الأوروبي

تأتي هذه التطورات في ظل بحث منتجي النفط الجزائري عن أسواق بديلة للتصدير، حيث تأثرت المبيعات بشكل ملحوظ نتيجة ضعف الطلب الأوروبي. كما لعبت أعمال الصيانة الموسمية للمصافي الأوروبية دورًا في تأجيل بعض الصفقات النفطية الجزائرية.

توسع مصفاة دانغوتي

تسعى مصفاة دانغوتي إلى تأمين شحنات متنوعة من الخامات لتلبية الطلب المحلي وتصدير الفائض. ومنذ بداية العام، استلمت المصفاة نحو 420 ألف برميل يوميًا، حيث تشكل الخامات الخفيفة 82% من تلك الكمية.

تأثير السياسات النيجيرية

في خطوة استراتيجية، أقرّ المجلس التنفيذي النيجيري السماح ببيع النفط للمصافي بالعملة المحلية، مما ساعد على استقرار “النايرا” وخفض أسعار البنزين. هذه السياسة تدعم توجه نيجيريا نحو الاكتفاء الذاتي من الوقود، حيث بدأت المصفاة في تصدير منتجاتها إلى الأسواق الدولية.

النفط الجزائري في صدارة الأسعار

من الجدير بالذكر أن النفط الجزائري قد تصدّر قائمة الخامات العربية الأغلى في عام 2024، متفوقًا على النفط السعودي والكويتي، مما يعكس تزايد الطلب على النفط الجزائري في الأسواق العالمية.