-

لقاء بين الجزائر والصين لتعزيز التعاون الثقافي

لقاء بين الجزائر والصين لتعزيز التعاون الثقافي
(اخر تعديل 2025-04-12 21:19:24 )

استقبل محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة الجزائري، وفدًا رفيع المستوى من لجنة الشؤون الدينية والإثنية للمؤتمر السياسي الاستشاري لجمهورية الصين الشعبية، والذي كان برئاسة تشانغ ييجيونغ. خلال هذا اللقاء، تم تناول مجموعة من القضايا الدينية والثقافية التي تهم الطرفين وتعبر عن اهتمام مشترك.

كما شهد اللقاء مشاركة محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الوطنية بالخارج، مما أضفى بعدًا إضافيًا للنقاشات الهادفة التي تناولت القضايا الحيوية.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 56

دستور 2020 وترسيخ الهوية الوطنية

أثناء الحوار، أكد أوسهلة على أهمية دستور الفاتح من نوفمبر 2020، والذي ساهم في ترسيخ ثوابت الهوية الوطنية الجزائرية، التي تشمل الإسلام والعربية والأمازيغية كعناصر أساسية لوحدة الأمة الجزائرية. هذا الدستور لم يكتفِ بتعزيز الهوية، بل أيضًا دعم الانفتاح الديني المتوازن، حيث ضمن حرية الممارسة الدينية ضمن إطار منظم يحترم جميع المعتقدات ويصون أماكن العبادة.

في هذا السياق، أشار بيان مجلس الأمة إلى أن هذا اللقاء شكل فرصة لتجديد الالتزام بالعلاقات التاريخية التي تربط الجزائر بالصين، والتي تعود إلى سنة 1958 عندما اعترفت الصين بالحكومة الجزائرية المؤقتة.

إرادة سياسية وشراكة استراتيجية

كما أكد البيان أن العلاقات الجزائرية الصينية قد تعمقت بفضل الإرادة السياسية لكل من الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره شي جين بينغ، مما أسفر عن شراكة استراتيجية نموذجية. وقد أبدى أوسهلة إعجابه بمستوى التعاون بين البلدين، مشيدًا بالتوافق القوي حول قضايا دولية هامة، مثل القضية الفلسطينية والصحراء الغربية.

من جانبه، أثنى رئيس اللجنة الصينية على العلاقات الرفيعة بين الجزائر والصين، معبرًا عن اعتباره إياها نموذجًا ناجحًا للتعاون والثقة والدعم المتبادل، والذي يدوم لأكثر من 67 عامًا. وقد قدم المسؤول الصيني توضيحات شاملة حول مهام المؤتمر السياسي الاستشاري الصيني ودوره الفعال في صياغة السياسات العامة لجمهورية الصين الشعبية.

نقل التنوع من خلاف إلى مصدر وحدة

أشار الوفد الصيني أيضًا إلى التجربة الصينية في التعامل مع التنوع الديني والإثني، وكيف استطاعت الصين تحويل هذا التنوع إلى رافد لوحدة الأمة ومصدر للتقدم والازدهار. وشدد محمد عمرون على أن الجزائر والصين تتشاركان في غنى التنوع الحضاري، ومساهماتهما العريقة في بناء الحضارة الإنسانية.

كما استشهد عمرون برمزية الأمير عبد القادر، الذي يُعتبر مثالًا عالميًا لقيم الحوار والتسامح، ويمثل رمزًا للتعايش بين الأديان على مر التاريخ. وأكد أن الشأن الديني لم يعد محليًا فحسب، بل أصبح قضية إقليمية ودولية، حيث يمنح الدستور الجزائري حرية المعتقد بحكمة تمنع استغلاله ضد وحدة المجتمع.

وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على ضرورة ترسيخ القيم الإنسانية في جميع الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل لتجنب الصدامات ومكافحة التطرف والكراهية، مما يعكس التزام الجانبين بدعم السلام والتفاهم المتبادل.