-

دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي من الجزائر

دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي من الجزائر
(اخر تعديل 2025-03-13 14:19:35 )

أقدمت سفارة الجزائر في فرنسا على اتخاذ خطوة قانونية جادة من خلال رفع دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي. وقد جاء هذا الإجراء على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل التي تحث على حرق مقر السفارة الجزائرية في باريس.

في حديثه مع صحيفة “لوموند”، أدلى لويس ساركوزي بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً، حيث قال: "لو كنت في السلطة، لما ترددت في إحراق السفارة الجزائرية في باريس بعد اعتقال الجزائر للكاتب بوعلام صنصال". هذه الكلمات أثارت ردود أفعال قوية من مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في الجزائر وفرنسا على حد سواء.

علاوة على ذلك، لم يكتفِ ساركوزي بذلك بل هدد أيضًا بوقف التأشيرات الممنوحة للجزائريين وزيادة الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 150%. مما جعل من تصريحاته محور نقاش حاد واستنكار.

رد الفعل الجزائري

في ظل هذه الظروف، قررت السلطات الجزائرية اتخاذ خطوات تصعيدية من خلال رفع دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي أمام القضاء الفرنسي بتهمة التحريض على العنف. كما أفاد موقع كل شيء عن الجزائر.

هذا الإجراء جاء أيضًا تزامنًا مع المطالبات المتزايدة من قبل الجالية الجزائرية في فرنسا باتخاذ إجراءات قانونية ضد ابن الرئيس الفرنسي الأسبق، حيث اعتبروا أن تصريحاته تشكل تهديدًا واضحًا لمقرات دبلوماسية جزائرية.

بالإضافة إلى الدعوى التي رفعتها السفارة الجزائرية، قام تكتل الجالية الجزائرية في مدينة ليون الفرنسية برفع دعوى قضائية مماثلة ضد لويس ساركوزي، مطالبين بمحاكمته على التحريض على العنف.

وأعلن المحامي الجزائري نبيل بودي عن اتخاذه الإجراءات اللازمة لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤول عن هذه التصريحات. كما تقدمت جمعية "نداء استغاثة ضد العنصرية" بشكوى أمام محكمة باريس ضد ساركوزي، مشيرة إلى خطورة تصريحاته على الجزائر.

تجاهل فرنسي

تطرح هذه الواقعة العديد من التساؤلات حول مدى جدية رد الفعل الرسمي الفرنسي تجاه التصريحات التحريضية. فمن الملاحظ أن السلطات الفرنسية لم تتخذ أي إجراءات فعالة ضد الأفراد الذين يقومون بتحريض ضد الجزائر، رغم تكرار مثل هذه الحوادث في الماضي.

وقد أبدى العديد من المراقبين استغرابهم من عدم تحرك الحكومة الفرنسية، بما في ذلك وزير الداخلية برونو روتايو، الذي لم يصدر أي بيان رسمي أو إدانة لتلك التصريحات.

في المقابل، كانت الحكومة الفرنسية قد اتخذت مواقف صارمة ضد "مؤثرين جزائريين في فرنسا" في حالات مشابهة تتعلق بالتحريض على العنف. كما أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بتوترات متزايدة، لا سيما بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء الغربية، وزادت الأمور تعقيدًا بعد اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في الجزائر بسبب تصريحاته التي تهدد السلامة الترابية والوحدة الوطنية للجزائر.

تزامنًا مع ذلك، تواصل التصريحات العدائية من بعض المسؤولين الفرنسيين تجاه الجزائر، مما يثير القلق بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين.
أشغال شقة جداً الحلقة 15