مشروع زراعي ضخم لتعزيز الإنتاج المحلي

في خطوة محورية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي في الجزائر، قامت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بمنح عقد امتياز للشركة الإيطالية "بونيفيشي فيراريزي – بي أف"، من أجل تنفيذ مشروع متكامل في ولاية تيميمون. يهدف هذا المشروع إلى إنتاج مجموعة متنوعة من الحبوب والبقوليات والعجائن الغذائية، مما يعكس التزام الحكومة الجزائرية بزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي وتقليل الاستيراد.

تفاصيل المشروع وآفاقه

يمتد المشروع الزراعي على مساحة شاسعة تبلغ 36 ألف هكتار، ويقع في محيط الكبير 01 بولاية تيميمون. سيتخصص المشروع في إنتاج مجموعة من المحاصيل الزراعية الهامة مثل القمح، العدس، الفاصولياء المجففة، والحمص، بالإضافة إلى زراعة النباتات الزيتية مثل الصويا. يهدف هذا المشروع إلى توفير قاعدة إنتاج قوية من الحبوب والبقول الجافة، مما سيساهم في تلبية احتياجات السوق الجزائرية وبناء الأمن الغذائي في البلاد.

لكن المشروع لا يقتصر فقط على زراعة المحاصيل، بل يتضمن أيضًا إنشاء وحدات تحويلية لإنتاج العجائن الغذائية، وبناء صوامع للتخزين، بالإضافة إلى هياكل أساسية أخرى تعزز العملية الإنتاجية وتساهم في تطوير القطاع الزراعي بشكل عام. التكلفة الإجمالية لهذا المشروع تصل إلى 420 مليون دولار، وهو استثمار ضخم يعكس التزام الحكومة الجزائرية والشركة الإيطالية بتحقيق نتائج ملموسة.

كما يهدف المشروع إلى تعزيز الإنتاج الوطني من الحبوب والبقوليات، وهو جزء من الجهود الوطنية الرامية إلى زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد في مجال المواد الغذائية الأساسية. ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير اقتصادي كبير، حيث يسعى إلى خلق أكثر من 6700 منصب شغل، مما يساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية المحلية وتوفير فرص عمل للمواطنين.

شراكة استراتيجية

يشكل هذا المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين الحكومة الجزائرية ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار، والشركة الإيطالية "بي أف". في يوليو 2024، تم توقيع اتفاقية إطار بين الجانبين، مما يفتح الأفق أمام المزيد من التعاون بين الجزائر وإيطاليا في قطاع الفلاحة والتنمية الريفية.

هذا المشروع يعكس التزام الحكومة الجزائرية بتحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية الأساسية، وتطوير قطاع الفلاحة في البلاد بما يتماشى مع التحديات الاقتصادية العالمية. كما يعد أداة فعالة في تنويع الاقتصاد الجزائري، حيث يركز على تصدير العجائن الغذائية إلى الأسواق العالمية، مما يساعد في تقليص الاعتماد على قطاع المحروقات كمصدر رئيسي للعائدات الوطنية.

للإشارة، كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، في تصريحات سابقة أن قطاع الفلاحة في الجزائر يحقق أداءً اقتصادياً قوياً، حيث تم تسجيل فائض في المنتجات الفلاحية، مما سمح بالتصدير. كما أكد شرفة أن الجزائر أصبحت قادرة على تغطية احتياجات السوق الوطنية بشكل مريح، مع تحقيق فائض في العديد من المنتجات الفلاحية، ما سمح بتوجيه كميات معتبرة نحو التصدير إلى دول عدة.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 16