-

نداء للسلام بين الجزائر ومالي

نداء للسلام بين الجزائر ومالي
(اخر تعديل 2025-05-03 12:00:29 )

في ظل تصاعد التوترات السياسية بين الجزائر ومالي، أصدرت 24 شخصية بارزة من كلا البلدين، تشمل ناشطين وأكاديميين وخبراء ومسؤولين سابقين، نداءً مشتركًا يهدف إلى تعزيز التهدئة ودعوة جميع الأطراف لتغليب أساليب الحوار والدبلوماسية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة.

وقد عبّر هذا النداء عن قلق عميق إزاء التصعيد المتزايد، محذرًا من العواقب غير المتوقعة التي قد تترتب على أي تدهور إضافي في العلاقات الثنائية. ووفقًا لمقال منشور على منصة "العربي الجديد"، فإن هذه الشخصيات تشعر بحاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من التوترات.

ضرورة الحفاظ على السلم

في السياق نفسه، شدد النشطاء على أهمية الحفاظ على السلم والاستقرار في منطقة الساحل الحساسة، التي تواجه تهديدات أمنية مشتركة، أبرزها الجماعات الإرهابية العابرة للحدود. وأكد الموقعون أن اللحظة الحالية تتطلب مستوى عالٍ من الحكمة السياسية من قيادتي الجزائر ومالي، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبانه في الحفاظ على استقرار المنطقة.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 24

علاقات تاريخية قوية

لم يقتصر النداء على التحذيرات أو الدعوة للحوار فقط، بل استحضر أيضًا المحطات المضيئة في العلاقات التاريخية بين الشعبين، مستذكرًا الدعم القوي الذي قدمته مالي للثورة الجزائرية، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.

كما تم التأكيد على الدور الريادي الذي لعبته الجزائر كوسيط في النزاعات الداخلية في مالي، خاصةً من خلال رعايتها لاتفاق السلام بين الحكومة المالية ومقاتلي الطوارق. ويشير البيان إلى أن العلاقات بين الجزائر ومالي تطورت على أسس من الثقة المتبادلة، حيث استفاد العديد من الطلاب الماليين من التعليم في الجامعات الجزائرية، بالإضافة إلى المبادرات الاقتصادية والدعم المالي الذي قدمته الجزائر لمالي.

أصوات من أجل السلم

من بين الشخصيات الجزائرية التي وقعت على النداء، نجد أوليفييه فانون، نجل المفكر والمناضل فرانز فانون، والدكتور أحمد بن سعادة المعروف بمواقفه المناهضة للاستعمار، والناشط بوعلام سناوي، والمهندس كريم الغازي. كما انضم إلى النداء عدد من الشخصيات البارزة مثل رجل الأعمال سمير طالب بن دياب وعالم الأنثروبولوجيا يزيد بن حونات.

أما من الجانب المالي، فقد وقّع كل من ماسا كانتي، رئيس مبادرة "عمل من أجل مالي"، والخبير السياسي إبراهيم سيديبي، والمستشار القانوني بوبكر توري، ورجل الأعمال سليمان ديارو، إلى جانب أكاديميين بارزين من مؤسسات علمية مالية.

دعوة مفتوحة للدبلوماسية

أكد الموقعون على قناعتهم بأن الحوار والتفاهم، وليس العنف أو التصعيد، هما السبيلان الوحيدان لتجاوز هذه المحنة. وأبرزوا أهمية تعزيز أدوات الوساطة وبناء الثقة بين الشعبين، بما يخدم مصلحة البلدين ويحافظ على وحدة المصير المشترك.

الجدير بالذكر أن الأزمة بين الجزائر ومالي بدأت في نهاية عام 2023، وتفاقمت في بداية شهر أبريل من العام الماضي، إثر حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة مالية داخل الحدود الجزائرية.