حجب منصة تيك توك في الجزائر: جدل ومخاطر

أُثيرت في الأوساط السياسية الجزائرية قضية حجب منصة “تيك توك” كموضوع جدلي داخل المجلس الشعبي الوطني. حيث تقدّم النائب البرلماني عبد الباسط بوهالي بمطلب إلى الوزير الأول نذير العرباوي، يدعو فيه إلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه المنصة، مشيرًا إلى المخاطر التي قد تنجم عنها على المجتمع.

مخاطر منصة تيك توك

وفي استفساره المكتوب، الذي اطلعت عليه منصة “أوراس”، أعرب بوهالي عن قلقه من أن تطبيق “تيك توك” بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لمستخدميه. وأكد أن ما يزيد من خطورة هذا الأمر هو الانتشار الواسع لهذا التطبيق بين الشباب والأطفال والمراهقين، مما يستدعي اتخاذ خطوات وقائية لحماية المجتمع.

وأشار بوهالي إلى أن العديد من التحديات والترندات التي تنتشر على المنصة تتطلب من المستخدمين أداء مهام معينة، قد تتضمن حركات خطيرة، مما يزيد من خطر الإصابة أو التعرض لمواقف تعرض الحياة للخطر.

التحديات والمحتوى المضلل

علاوة على ذلك، يرى النائب عن حزب جبهة المستقبل أن التطبيق يعزز من انتشار معلومات مضللة ومحتوى غير أخلاقي يتعارض مع القيم الجزائرية. وطرح تساؤلاً مهمًا: "لماذا لا يتم حجب تيك توك في الجزائر كإجراء احترازي لحماية مستخدميه؟"

حرية التعبير والديمقراطية

ومع ذلك، يبقى حجب أي موقع إلكتروني مساسًا بحرية التعبير، وهو ما يمنعه القانون الجزائري. فإن منع أي تطبيق يتطلب تحديث نصوص قانونية خاصة بهذا الشأن. يُعتبر "تيك توك" شبكة اجتماعية مملوكة لشركة "بايت دانس" الصينية، حيث يقوم المستخدمون بمشاركة مقاطع فيديو قصيرة تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى 10 دقائق.

بينما ينتقد العديد من الجزائريين التطبيق على اعتبار أنه يروج لقيم تتعارض مع تقاليد المجتمع، يراه آخرون كوسيلة ترفيهية وتواصل اجتماعي مثل غيره من التطبيقات.

الحوادث السابقة المرتبطة بتطبيق تيك توك

في سياق متصل، يتمتع تطبيق "تيك توك" بشعبية كبيرة ويستخدمه ملايين الأشخاص في الجزائر، ولكنها ليست خالية من المشكلات. فقد أقدمت بعض الفئات على سلوكيات غير قانونية تم التصدي لها من قبل الجهات الأمنية. ففي شهر ديسمبر الماضي، تمكنت الشرطة في ولاية مستغانم من الإطاحة بشبكة إجرامية متخصصة في الهجرة السرية، كانت تستخدم التطبيق لاستقطاب المرشحين للهجرة.

كما تم رصد مقاطع فيديو على المنصة تروج لممارسات خطيرة، مما دفع الدرك الوطني إلى إطلاق حملات توعوية ضد مروجي هذه المحتويات. فعلى سبيل المثال، تم التحقيق في 28 قضية تتعلق بمناورات خطيرة وقيادة متهورة تم تصويرها ونشرها عبر تيك توك خلال فبراير 2024.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

ختاماً

إن قضية حجب “تيك توك” في الجزائر تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية المجتمع من المخاطر المحتملة. فهل ستتخذ الحكومة خطوات جادة لحماية الشباب، أم ستبقى هذه القضية محصورة في نطاق النقاشات السياسية؟