ماذا بعد دعم فرنسا مقترح الحكم الذاتي المغربي
دون مقدمات كشفت الحكومة الفرنسية عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، في خطوة أزعجت كل أحرار العالم، والجزائر التي أصدرت بيانا شديد اللهجة، تساوي فيه بين مستعمر الأمس ومستعمر اليوم.
وتكون فرنسا بتصرفها الذي وصفه بيان الخارجية بتفاهم القوى الاستعمارية القديمة والحديثة، قد أدخلت العلاقات الثنائية في نفق مظلم لا تبدو إضائته قريبة، كما وضعت المنطقة على كف عفريت في ظل اعتداء صريح على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالقادر عبدالعالي، في تصريح لـ”أوراس”، إن اعتراف فرنسا بمقترح الحكم الذاتي هو قرار متوقع، وذلك بالنظر لنهج السياسة الخارجية الفرنسية الذي لم يساهم في حل مشكلة الصحراء الغربية بقدر ما كان طرفا في تأزيم هذا الملف رفقة اسبانيا المستعمر السابق للاقليم.
ويعد هذا الاعتراف أيضا تجاوزا لقرارات الأمم المتحدة القاضي بأن الإقليم متنازع عليه، ومسار حله ينبغي أن يكون عبر استفتاء تقرير المصير، يضيف المتحدث.
وأشار عبدالعالي، إلى أن قرار الأمم المتحدة رفضته المغرب وسعت إلى فرض سياسات أمر الواقع، استعانت فيه بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال توظيفها للوبي اليهودي المغربي النافذ في أوروبا وأميركا وفرنسا.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن هذا الموقف الفرنسي سيؤدي إلى زيادة فتور العلاقات الحزائرية الفرنسية بعد تزايد نقاط الخلاف بين البلدين، وأهمها ملفات الهجرة والذاكرة التاريخية.
ويمكن لهذا الموقف على المدى المتوسط أن يربك حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويدفع الجزائر إلى تقليص مساحة الشراكة والتعاون مع باريس في الساحل الإفريقي وفي القضايا الأمنية والطاقوية.
من جانبه، أبرز أستاذ العلاقات الدولية المهتم بالشؤون الإفريقية، مبروك كاهي، في حديث لـ”أوراس”، أن الخطوة غير البريئة والمستفزة في آن واحد، والتي صدرت عن الحكومة الفرنسية وليس الرئاسة، هي عملية ابتزازية واضحة.
وأضاف أنها تؤثر على زيارة الدولة المنتظرة للرئيس عبدالمجيد تبون إلى فرنسا، إما بالتأجيل أو إفراغها من محتواها وإلغاء بعض الاتفاقيات التي كانت ستوقع.
وختم كاهي، أنه باتخاذ القرار يكون اللوبي الفرنسي الذي يكن الحقد للجزائر ويسعى جاهدا لتعطيل أي تقارب خاصة إذا كان يصب في مصلحة الجزائر، قد تمكن من تحقيق هدفه.