تحذير من الاستعمار الجديد في إفريقيا
أعربت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، عن قلقها العميق حيال موجة جديدة من الهيمنة التي تستهدف القارة الإفريقية. وقد وصفت هذه الظاهرة بأنها "الاستعمار الجديد"، مشيرة إلى أن أخطر أساليبه هو "الاستعمار المعرفي" و"الإرباك الإعلامي".
تهديدات سلاح صامت
في تصريح لها، أكدت منصوري أن إفريقيا، التي خاضت معارك طويلة ضد الاستعمار التقليدي، تواجه الآن تهديدات حديثة تعتمد على استخدام المعلومات كسلاح مدمّر. هذه الحروب غير التقليدية تهدف إلى تفكيك المجتمعات الإفريقية من الداخل، مستغلة التضليل الإعلامي لتوجيه الرأي العام والتأثير على نتائج العمليات السياسية تحت غطاء "حرية التعبير والانفتاح الرقمي".
ثغرة التضليل
كما أشارت المسؤولة الجزائرية إلى أن أكثر من 20 بلدًا إفريقيًا تعرضت لتدخلات إعلامية ممنهجة خلال فترات الانتخابات، مما أثار الشكوك حول نزاهتها وأضعف ثقة المواطنين في مؤسساتهم. وأكدت أن الهدف من هذه الحملات هو "زرع الفوضى والانقسام"، وذلك من خلال تشويه الرموز الوطنية ونشر الأخبار الزائفة عبر منصات رقمية أصبحت تمثل بيئة خصبة لمثل هذه الأنشطة.
اختراقات ممنهجة
وفي هذا السياق، سلطت منصوري الضوء على ما وصفته بـ"الاختراقات الرقمية الممنهجة" التي شهدتها دول الساحل خلال فترات انتقالية حرجة. واستشهدت باستخدام المنصات الرقمية لتأجيج الأوضاع في منطقة الساحل، مما يؤثر على المخرجات السياسية الهامة، وهذا ما يُهدد الاستقرار المحلي والإقليمي على حد سواء.
وفي هذا الصدد، دعت منصوري إلى ضرورة تنسيق الجهود الإفريقية لمواجهة هذه التهديدات الجديدة، مؤكدة على أهمية بناء درع معلوماتي وثقافي مشترك يقي القارة من الهيمنة الرقمية والاستعمار الفكري.
الانكسار الحلقة 41