تزايد نفوذ مرتزقة فاغنر في إفريقيا
تزايد نفوذ مليشيات فاغنر في إفريقيا
تشهد إفريقيا، وبالأخص منطقة الساحل جنوب الصحراء، تزايداً ملحوظاً في نفوذ مليشيات فاغنر الروسية. هذه المليشيات، التي تمثل ذراعاً عسكرياً لموسكو، تثير مخاوف عديدة بعد الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث يعتقد المراقبون أن انهيار نظام الأسد قد يفتح الباب لتوسيع نشاط المرتزقة الروس في القارة الإفريقية.
التحركات العسكرية في ليبيا
كشف تقرير حديث لوكالة “ميليتاري أفريكا” المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن صور بالأقمار الصناعية تؤكد قيام مرتزقة روس ببناء قواعد لوجيستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان. كما أشار التقرير إلى زيادة ملحوظة في حركة الطيران اليومي بين سوريا وليبيا، مما يعكس حجم الدعم العسكري الروسي المتزايد.
العلاقات الروسية مع حفتر
تعتبر الروابط بين روسيا والمشير خليفة حفتر، قائد ما يعرف بـ”الجيش الوطني الليبي”، من العوامل الأساسية التي تعزز من وجود فاغنر في المنطقة. فقد زودت موسكو حفتر بمرتزقة وطائرات هجومية وأسلحة، مما يعكس استراتيجية موسكو لنشر نفوذها عبر دعم القوى المحلية.
الأنشطة العسكرية في المواقع الاستراتيجية
في شهر مايو الماضي، أظهر تحقيق لمجموعة “All Eyes On Wagner” أنشطة روسية في حوالي عشرة مواقع في ليبيا، بما في ذلك ميناء طبرق، حيث تم تسليم معدات عسكرية. وتشير التقارير إلى أن عدد الجنود الروس في ليبيا قد ارتفع من 800 جندي في فبراير 2024 إلى 1800 بحلول مايو من نفس العام.
ليبيا.. الوجهة الجديدة للنفوذ الروسي
أفادت صحيفة “وال ستريت” الأمريكية، استناداً إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين وليبيين، أن روسيا قامت بنقل رادارات وأنظمة جوية من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط نظام بشار الأسد. كما تم تعزيز الموارد العسكرية الروسية في ليبيا من خلال شحنات عسكرية من بيلاروسيا وروسيا، مما يدل على التزام موسكو باستراتيجياتها في المنطقة.
شراب التوت الحلقة 88
قاعدة معتن السارة الجوية
أعطى حفتر القوات الروسية السيطرة على قاعدة جوية قرب الحدود التشادية السودانية، حيث تم إعادة بناء قاعدة معتن السارة الجوية بدعم من جنود سوريين. تشمل أعمال التطوير في هذه القاعدة تأهيل المدارج والمستودعات لدعم العمليات في دول مجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو والسودان.
تينزواتين.. معركة الصمود
أكدت تقارير عديدة، بما في ذلك من جمعيات حقوقية، تورط مرتزقة فاغنر في قتل المدنيين في شمال ووسط مالي، بما في ذلك الأطفال. وتعتمد السلطات الانقلابية في باماكو على الدعم الروسي لبسط نفوذها في مناطق الأزواد بعد نقض اتفاق الجزائر.
أحداث تينزواتين
رغم محاولات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر للسيطرة على إقليم كيدال، فشلت القوات في اقتحام مدينة تينزواتين الحدودية مع الجزائر. انسحبت الميليشيات الروسية بعد أن اقتربت من المدينة بحوالي 75 كلم، مما أدى إلى تكبد فاغنر خسائر كبيرة على يد مقاتلي الأزواد.
الجزائر.. قلق متزايد
تواجه الجزائر تحديات جديدة مع تزايد النفوذ الروسي في المنطقة. حيث أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أن الجزائر تجد صعوبة في قبول وجود مرتزقة مثل فاغنر على حدودها، مشيراً إلى أن الجزائر أبلغت موسكو بمخاوفها.
دعوات للتصدي للجيوش الإرهابية
دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، في عدة مناسبات، إلى ضرورة التصدي للجيوش الإرهابية في منطقة الساحل وعدم السماح لها بعرقلة مسار التنمية في القارة الإفريقية.