“انتهاك قيم المجتمع أم تصوير الواقع؟.. جدل واسع
أثارت رواية “هوارية” الفائزة بجائزة آسيا جبار للرواية في الجزائر في طبعتها السابعة، جدلا واسعا.
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، صفحات عدّة من رواية “هوارية” للكاتبة الجزائرية إنعام بيوض، أين يظهر استخدامها لمصطلحات “غير لائقة” وتوظيفها لـ “شتائم” مختلفة.
وانقسم الرأي العام حول هذه الرواية، بين من وجّه انتقادات لاذعة للراوية وللجنة تحكيم جائزة آسيا جبار، وبين من حيّا إنعام على شجاعتها وكسرها للطابوهات.
ورأى عديد الناشطين على “السوشل ميديا”، أنّ رواية “هوارية” رواية “غير أخلاقية” وخادشة للحياء تنتهك قيم المجتمع الجزائري، كما أنّها تهين مدينة “وهران”.
وأكد رواد منصات التواصل، أنّ استخدام مصطلحات “نابية” لا يعكس الفن الأدبي الأصيل، بل محاولة “تمرّد” وخروج عن “العرف”.
وطالب الرواد لجنة تحكيم جائزة آسيا جبار، بتقديم توضيحات حول دوافع اختيار “هوارية” على أساس أفضل رواية.
من جهة أخرى، رحّب ناشطون آخرون بمؤلف إنعام بيوض، وأكدوا أنّ روايتها مرآة للواقع المُعاش، وحيّوا شجاعتها في نقل الحقيقة دون تنميق أو تزييف.
وأكدت مصادر مطلعة لأوراس أن الكاتبة تتعرض لحملة تشويه يقودها بعض الكتاب شاركوا في جائزة آسيا جبار للرواية ولم يتوجوا بها.
ولم تكن رواية “هوارية” أكثر جرأة من عديد الروايات لكتاب جزائريين مشهورين، منهم بوجدرة وأمين زاوي آخرون.
ووصف الناشطون، الراوية الجزائرية بـ “الجريئة” لاستخدامها كلمات “بذيئة” مدافعين عنها من الانتقادات التي لحقتها، كما أكدوا أنّ ردّ الفعل الساخط لبعض الأشخاص يعبر عن “درجة الانغلاق الفكري”.
للإشارة، فإنّ الشخصية الرئيسية للرواية (هوارية) هي شخصية واقعية من المجتمع الجزائري وهي قارئة كف، اختارتها إنعام للغوض في أعماق الأشخاص، وفق تصريحاتها.
وفي حديثها عن مؤلفها لقناة العربي 2، أكدت إنعام أنها اعتمدت على الصدق، مبرزة أهمية الصدق في الأعمال الأدبية من خلال وصف الأحاسيس المختلفة والتفاعلات.
وأوضحت الراوية، أنّها أرادت من خلال عملها الأدبي أن تنقل صورة الناس البسطاء الذين لا يمتلكون هوية وأن تعطيهم وجودا، كما كشفت أنّها عملت على نقل صورة مدينة وهران والأجواء المبهجة قبل العشرية السوداء وبعدها، مؤكدا أنّها لم ترغب في تسجيل سجلا دمويا لتلك الفترة بل اكتفت بتقديم إشارات خاطفة.
وأبرزت الروائية، أنّها أرادت أن تقدّم عملا متكاملا، لغويا واجتماعيا وتاريخيا، وأن تمنح فرصة لخروج الأفكار الكامنة بداخلها وبداخل الأشخاص التي تعرفهم.
جدير بالذكر، أنّ إنعام بيوض أكاديميّة ومترجمة وروائيّة وشاعرة جزائرية، اشتغلت بتدريس الترجمة بشقيها التحريري والشفوي لأكثر من ربع قرن في الجامعات الجزائرية.
وأصدرت الراوية العديد من الأعمال الأدبية والفكرية، على غرار “الترجمة الأدبية.. مشاكل وحلول” (2003)، و”السمك لا يبالي” (رواية/ 2003)، و”رسائل لم ترسل” (شعر/ 2003).