-

بالفيديو | عميد مسجد باريس يناقض سياسة الجزائر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

في موقف وُصف بالمستفز والغريب ولقي رفضا واسعا في الجزائر، أثار عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيظ، جدلا بعد وصفه لمقاومة حركة حماس ضد الاحتلال الصهيوني بـ”العنف الشديد”.

وخلال استضافته في مقابلة تلفزيونية مع قناة “بي أف أم” الفرنسية، بدا الإمام ذو الأصول الجزائرية، متحيّزا، بحيث تحدّث مطوّلا عن عملية “طوفان الأقصى” واصفا ما حدث بـ “المجازر المروّعة”، ومشدّدا على ضرورة التعاطف مع ضحايا 7 أكتوبر.

ولم يدن حفيظ الجرائم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزل، بينما فضّل التعبير بشكل مباشر على أنّه لا يساند موقف السياسي الفرنسي، جون لوك ميلونشون.

للإشارة، فإنّ ميلونشون زعيم يساري، عُرف بمواقفه الرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

إمام الجامع الكبير في باريس يصرح: "علينا أن نتعاطف مع آلام الضحايا (الإسرائيليين) الذين سقطوا في مجازر يوم 7 أكتوبر…
يقاطعه الصحفي ويسأله إن كانت تصريحات السياسي ميلونشون (مساند لفلسطين) تمثله فيرد الإمام: لا أبداً #Gaza_Genocide
pic.twitter.com/pjTzxTS1lF

— Wejdene Bouabdallah ???? (@tounsiahourra) October 26, 2023

وفي إجابته عن سؤال الصحفي “هل تضم صوتك إلى صوت ميلونشون؟”، قال عميد مسجد باريس “لا أبدا، فهم رجال سياسيون، لديهم برنامج سياسي”.

تجدر الإشارة، إلى أنّ أغلب القادة والسياسيين الفرنسيين، يتهمون ميلونشون، بالتّودد إلى المسلمين من أجل كسب جماهرية لدى الجالية المسلمة، في سياق أطماع رئاسية مستقبلية.

في هذا السياق، فضّل حفيظ تخصيص حديثه عن اليهود والمسلمين، قائلا “أنا اليوم أريد أن أُظهر أن مسلمي فرنسا يريدون العيش كمواطنين مرتبطين ببقية الطوائف”، معبرا عن تضامنه مع اليهود في السياق ذاته.

وقال عميد مسجد باريس في هذا الشأن، أريد أن نتشارك غضب وحزن اليهود وأريد أن يبقى حاييم أخي إلى الأبد” (في إشارة إلى حاخام اليهود في فرنسا حاييم كورسيا الذي كان جالسا رفقته في الأستوديو).

وفي سؤال حول ما إذا كان يعدّ “حماس” حركة إرهابية، لم ينفي حفيظ ذلك، وأكد أنهم أوضحوا ذلك في بيان مشترك.

وقال عميد مسجد باريس في هذا الصدد، “أنا لن أضيف الزيت للنار، فهذا ليس مهمّ الآن، بل ما أريده هو ألا نستورد هذا الصراع (إلى فرنسا)، وأن نتعايش كمسلمين ويهود كإخوة.. آلامهم وأحزانهم نتقاسمها اليوم”.

للإشارة، فإنّ البيان، كان قد عبّر عن إدانته لما وصفه بـ “التطرّف” في حديثه عن أحداث 7 أكتوبر أي إطلاق “حماس” لعملية “طوفان الأقصى” ردا على العدوان المستمر للاحتلال الإسرائيلي.

وعبّر البيان، عن “التضامن مع الضحايا الأبرياء وعائلاتهم”، ودعا إلى “إنهاء العنف والحفاظ على حياة المدنيين” مؤكدا أنّ “البعد الديني لا مكان له في لغة السلاح”.

نتنياهو يهدّد العرب بحرب دينية ويستهدف مصر خصيصا من خلال استشهاده بنبوءة “إشعياء”.. شاهد الفيديو pic.twitter.com/c4VymtT8KT

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) October 26, 2023

وتحدّث المسؤول نفسه، عن رغبته في عودة “الرهائن حتى يكون إخوته اليهود سعداء” على حدّ وصفه.

وفي سياق حديثه عن العملية التي شنّتها “حماس” بدا عميد مسجد باريس، كأنه يحاول فصلها عمّا تمليه تعاليم الإسلام فيما يخصّ الحروب، وقال “هنا يكمن دورنا.. الإسلام وضعَ قبل قوانين الحرب، قواعد الصراع، والخليفة أبو بكر الصديق قال إنه لا يجب مهاجمة المدنيين، أو أخذ رهائن وأن نحسن معاملة السجناء، حتى إنه قال لا تقطعوا الأشجار”.

في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنّ فيديوهات عدّة انتشرت لإسرائيليين أخلت المقاومة سبيلهم وهم أحياء يرزقون بعد احتجازهم لفترة، كما أكدوا في تصريحات إعلامية بأنّهم عوملوا بطريقة جيّدة، وأنّ أفراد “حماس” اهتموا بهم.

وأكد العديد من عناصر المقاومة، أنهم يحرصون على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي، والاقتداء برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، في التعامل مع الأسرى.

للإشارة، فإنّ قيمة الدعم المالي الجزائري لمسجد باريس لسنة 2022، “قُدّرت بـ 315 مليار دينار جزائري، ونفقات التأطير النشاط الديني والثقافي لفائدة المهاجرين قُدّرت بـ 580 مليار”، وفق ما كشف في تصريحات سابقة وزير الشؤون الدينية، يوسف بلمهدي.

من جهة أخرى، جدير بالذكر، أنّ حصيلة ضحايا فلسطين، منذ 3 أسابيع ارتفعت إلى 7326 شهيدا من بينهم أكثر من 3000 طفل و1726 امرأة و414 مسنا، فيما بلغ عدد المصابين نحو 19 ألفا بجروح مختلفة.