-

“الفيتو” ضد مشروع قرار الجزائر.. هل حان الوقت

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

تتواصل ردود الفعل الإقليمية والدولية، إثر استخدام الولايات المتحدة حق “الفيتو” ضد مشروع قرار الجزائر، الذي يهدف لوقف إطلاق نار فوري ومستعجل في غزة، وإنهاء أعمال الإبادة الجماعية الأخطر في تاريخ فلسطين المحتلة.

واستهجنت دول عديدة، وهيئات رسمية ومنظمات حقوقية، استعمال الولايات المتحدة “الفيتو” للحيولة دون صدور القرار في مجلس الأمن لوقف العدوان علي قطاع غزة.

وفي تعقيبه عن حق النقض “الفيتو” الذي رفعته الولايات المتحدة لرفض مشروع القرار الجزائري، أعرب عمار بن جامع سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة، عن أسفه لقرار الرفض، مؤكدا بأن “الجزائر لن تتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار”.

انتقادات دولية للفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار الذي طرحته الجزائر أمام مجلس الأمن بخصوص غزة.. إليك التفاصيل pic.twitter.com/G0DfaoL7XH

— أوراس | Awras (@AwrasMedia) February 21, 2024

غضب دولي

وفي سياق متصل، أدانت جامعة الدول العربية استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” لإفشال مشروع قرار الجزائر، نيابة عن المجموعة العربية، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.

وأعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، عن أسفه الشديد كون هذه هي المرة الثالثة منذ اندلاع الأزمة التي تتدخل فيها الولايات المتحدة لإفشال مشروع قرار يهدف إلى وقف إطلاق النار، بما يشير بوضوح إلى مسؤوليتها السياسية والأخلاقية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وحول تداعيات الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار الجزائري وردود الفعل العربية والدولية، قال الدكتور محمد الأمين سويعد، الأستاذ الجامعي والمختص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية لـ”أوراس” إن الأهداف المعلنة من قبل الجزائر أثناء توليها مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي ممثلة عن المجموعة العربية، هو دعم وإعادة الزخم للقضايا العادلة بالعالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف سويعد، أن تواجد الجزائر في مجلس الأمن سمح لها وأتاح العمل في إطار دبلوماسية متعددة الأطراف، لحشد الدعم والمواقف المؤيدة بما يخدم القضايا العادلة، وتوجيه البوصلة وتسليط الضوء عليها، لإيجاد حلول وتوافق دولي بشانها.

في الوقت نفسه لابد بالتنويه، أن الدول التي تشغل مقعد غير دائم لا تمتلك حق النقض “الفيتو”، ما يجعل نظيرتها من الدول الدائمة العضوية صاحبة الكلمة الأخيرة واليد العليا في اتخاذ القرارات الحاسمة في القضايا والمسائل ذات الاهتمام العالمي.

إعادة النظر في مجلس الأمن

وبالعودة للقضية الفلسطينية وعدوان الكيان المحتل على غزة، أكد سويعد، أن الجزائر ركزت كل جهودها وعملت على حشد الدعم وتوحيد المواقف الدولية، لتشكيل الضغط وإيجاد حل مستعجل، لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة، والحد من الانتهاكات وكبح جرائم وحرب الإبادة التي يمضي فيها الكيان الإسرائيلي.

ويضيف الدكتور سويعد، معلقا على جلسة التصويت بمجلس الأمن، “ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة “الفيتو” لإفشال وإبطال مشاريع القرارات، التي طرحت وقدمت مقترحات جدية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.

وتأسيسا على ذلك يشير أستاذ العلاقات الدولية، إلى وجود مشاكل هيكلية وجوهرية في اعتماد القرارات على مستوى مجلس الأمن، وأن معالجة هذه الإختلالات ليس بالأمر اليسير والهيّن، بل يتعدى إلى إحداث إصلاحات على مستوى هيئة الأمم المتحدة، ومختلف هيئاتها وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.

باعتبار أن ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة وما يتعلق بميكانيزم الأمن الجماعي، وحق “الفيتو” الذي تحتكره 5 دول في العالم، لم يعد صالحا للتعامل مع الأزمات والنزاعات الدولية، وأبان عن ثغرات باتت ظاهرة للعيان وازدواجية معايير تجلت في التعامل مع أطراف النزاع في العالم.

الجزائر تدافع عن المظلوم

من جهته، في تصريح خاص لـ “أوراس” يرى حمزة الطيراوي، رئيس رابطة الجالية الفلسطينية في الجزائر، أن عضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي هي مكسب للإنسانية بشكل عام، بدفاعها عن كل القضايا الإنسانية في المعمورة، وأن تسمية الجزائر بـ “مكة الثوار” يستخلص منه عديد العبر والدروس.

ويضيف الطيراوي، أن الجزائر لاتزال لهذه اللحظة تدافع بكل إمكاناتها عن حقوق الإنسان ومنع الاضطهاد، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ونيل حريتها، ونحن كفلسطينيين طالما كنا على يقين أن الجزائر مكسب لنا، باعتبار القضية الفلسطينة أم القضايا بالنسبة لها.

وأوضح المتحدث ذاته أن الرئيس عبد المجيد تبون، يسير على خطى الزعيم الراحل هواري بومدين الذي صرّح للتاريخ، بأن “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وقبله الشيخ العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله، بقوله أن “استقلال الجزائر سيبقى منقوصا ما لم يتم استقلال فلسطين”.

وكرد فعل على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو “، ضد مشروع قرار الجزائر، يتوقع الطيراوي، أن تلجأ هذه الأخيرة إلى التعاون مع المجموعة العربية، وكافة الدول والمنظمات المحبة للسلام والأمن الدوليين في العالم، بهدف إحالة الموضوع للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة.

كما لم يفوّت رئيس رابطة الجالية الفلسطينية في الجزائر الفرصة، ليشيد ويثني على مرافعة الجزائر التاريخية في محكمة العدل الدولية، وعدم إدخارها لأي جهد ممكن، لمساندة الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة، التي أضحت ظاهرة لجميع مكونات المجتمع الدولي، وتلقى تضامنا منقطع النظير من الأمم والشعوب في شتى أقطار الكرة الأرضية.