تراجع أرباح فيرتيغلوب وتأثيره على الجزائر
شهدت شركة "فيرتيغلوب" تراجعًا ملحوظًا في أرباحها خلال عام 2024، حيث تأثرت بشكل كبير بتقلبات أسعار وأحجام مبيعات الأمونيا واليوريا. تم الإعلان عن هذه النتائج يوم الإثنين، حيث سجلت الشركة صافي ربح بلغ 159.9 مليون دولار، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 54% مقارنةً بـ348.9 مليون دولار في عام 2023، حسب التقارير الصادرة عن منصة "الطاقة المتخصصة".
هذا الانخفاض الحاد في الأرباح جاء نتيجة لتباطؤ الطلب العالمي، بالإضافة إلى التقلبات في أسعار الغاز، واضطرابات في إمدادات السوق التي أثرت بشكل مباشر على عمليات الشركة في الجزائر ومصر. ووفقًا للبيانات، تراجعت إيرادات "فيرتيغلوب" بنسبة 66.3%، لتصل إلى 496 مليون دولار، مقارنة بـ1.47 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
مكانك في القلب 8 الحلقة 73
علاوة على ذلك، انخفضت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 79.9%، مما يعكس التأثير الكبير لتراجع أسعار النيتروجين وتباطؤ الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
أسباب الانخفاض في الأرباح
ترتبط أزمة الأرباح بعدة عوامل رئيسية، أبرزها تراجع الطلب العالمي على الأسمدة، وانخفاض واردات اليوريا من الهند، والتي تُعتبر واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية. كما أن ارتفاع تكاليف الغاز الطبيعي أدى إلى تقلبات كبيرة في أسعار النيتروجين، مما أثر سلبًا على نتائج الشركة.
في الربع الرابع من عام 2024، تأثرت نتائج "فيرتيغلوب" أيضًا بالعمليات المخطط لها للصيانة في الجزائر، بالإضافة إلى التأجيل الاستراتيجي للعديد من الشحنات إلى أوائل عام 2025 بهدف بيعها بأسعار أعلى.
تأثير التراجع على الجزائر
تُعتبر الجزائر لاعبًا رئيسيًا في قطاع الأسمدة، حيث تعتمد "فيرتيغلوب" على الغاز الجزائري لتشغيل مصانعها. لذا، فإن أي انخفاض في الإنتاج أو تراجع في الأرباح سيكون له تأثير مباشر على العائدات المحلية، سواء من حيث الصادرات أو العائدات الضريبية. وقد أكدت منصة "الطاقة" المتخصصة أن عمليات الشركة في الجزائر تعرضت لضغوط كبيرة نتيجة لهذه التغيرات.
استثمارات جديدة في الجزائر
على الرغم من هذه التحديات، تواصل "فيرتيغلوب" تنفيذ استراتيجياتها التوسعية. فقد أعلنت عن مشروع "تعزيز" لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بالشراكة مع شركات عالمية، مما قد يفتح آفاق جديدة للاستثمار في الجزائر، خاصة مع تزايد الاهتمام بالاقتصاد الأخضر والهيدروجين.
وكشف الرئيس التنفيذي للشركة، أحمد الحوشي، أنه تم اتخاذ خطوات فعالة في الجزائر لزيادة إنتاج الكهرباء في المواقع باستخدام غلاية جديدة، مما يقلل الاعتماد على الشبكة الخارجية ويعزز موثوقية مصانعها في المستقبل.
الطاقة الإنتاجية للجزائر
تشير البيانات إلى أن الطاقة الإنتاجية للأسمدة في الجزائر بلغت في مايو 2024 حوالي 3.76 مليون طن سنويًا من الأمونيا و3.45 مليون طن سنويًا من اليوريا. وقد أكد وزير الطاقة، محمد عرقاب، أن هناك طاقة إنتاجية إضافية تصل إلى 980 ألف طن من أنواع مختلفة من الأسمدة، مما يعزز مكانة الجزائر كمورد رئيسي في هذا القطاع.
تأسست "فيرتيغلوب" في عام 2019، بعد دمج أصول شركة "أو سي آي" مع شركة "أدنوك" في قطاع الأمونيا واليوريا. تمتلك الشركة أربعة منشآت للأسمدة والكيماويات في أبوظبي ومصر والجزائر، حيث تُعتبر ملكيتها مقسمة بين "أو سي آي" بنسبة 58% و"أدنوك" بنسبة 42%.