تنصيب ترامب: عودة سياسية تحت الأضواء

تنصيب ترامب: عودة سياسية تحت الأضواء

في يوم الاثنين الماضي، أدّى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، خلفًا للديمقراطي جو بايدن. وقد تم ذلك في مراسم استثنائية أقيمت داخل قبة الكابيتول، وسط تدابير أمنية مشددة وأجواء مشحونة سياسيًا. هذه اللحظة التاريخية تأتي بعد فترة من التوترات السياسية والاجتماعية التي عاشتها البلاد.

عودة مظفرة رغم التحديات

جاء تنصيب ترامب ليكون تتويجًا لعودته السياسية القوية، بعد أن نجا من محاولتين للمساءلة وإجراءات قانونية كانت تهدد مستقبله السياسي. بالإضافة إلى ذلك، عانى ترامب من محاولتي اغتيال خلال حملته الانتخابية. وقد شهدت مراسم التنصيب أيضًا تأدية جيه دي فانس اليمين نائبًا للرئيس، في حضور لافت لعمالقة التكنولوجيا مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، الذين جلسوا في الصفوف الأولى بجانب عائلة ترامب.

إجراءات أمنية مشددة وأجواء متوترة

على خلاف التقاليد السابقة، تم نقل حفل التنصيب إلى الداخل بسبب الظروف الجوية القاسية والمخاوف الأمنية المتزايدة، حيث شهدت الحملة الانتخابية تصاعدًا في العنف السياسي. وقد حضر بايدن مراسم التنصيب بعد لقاء تقليدي مع ترامب في البيت الأبيض لتناول الشاي، مما عكس محاولة لإعادة الشعور بالتقاليد السياسية رغم الخصومة بين الطرفين.

أجندة حافلة بإصلاحات جذرية

يعتزم ترامب البدء فورًا بتوقيع أكثر من 100 أمر تنفيذي، تشمل إعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، وإشراك الجيش في ضبط الحدود، وإنهاء حق المواطنة بالولادة. كما سيُفرض قيودًا مشددة على المهاجرين غير المسجلين. ومن بين أبرز القرارات المنتظرة، أمر تنفيذي يعترف بجنسين بيولوجيين فقط، وإلغاء برامج التنوع الحكومية، مما يعكس توجهات إدارته نحو سياسات أكثر تشددًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

بايدن يغادر بعفو رئاسي استثنائي

قبل مغادرته منصبه بدقائق، أصدر بايدن عفوًا استباقيًا عن أفراد من عائلته ومستشاره السابق أنتوني فاوتشي، إلى جانب مسؤولين آخرين مرتبطين بتحقيقات السادس من يناير، مما أثار جدلاً واسعًا بين الجمهوريين.

حقبة جديدة في البيت الأبيض

ومع انتهاء مراسم التنصيب، يبدأ ترامب ولايته بتعهدات بإنهاء "أربع سنوات من الانحدار الأمريكي"، وإطلاق "يوم جديد بالكامل"، في إشارة إلى سياسة جديدة قائمة على إعادة الهيبة الاقتصادية وتعزيز الأمن القومي. يتطلع ترامب إلى تحقيق أهدافه الطموحة وسط تحديات محلية ودولية، مما يجعل هذه الفترة محورية في تاريخ الولايات المتحدة.