بالترويج الإلكتروني.. النساء الماكثات في البيت
تستغل النساء الماكثات في البيت اللواتي يمتهنّ أنشطة حرفية وتجارية من المنزل الفترات الموسمية لزيادة المداخيل المادية.
وتشهد هذه الأيام من شهر رمضان الكريم إقبالا على شراء الملابس وطلب الحلويات الجاهزة واقتناء التجهيزات المنزلية والديكورات للعيد.
ويمثل شهر رمضان وفترة الأعياد فرصة لهاته الفئة من النساء لطرح خدماتهن وسلعهن على الزبائن.
المرأة الجزائرية طموحة بطبعها
تسعى المرأة الجزائرية إلى الاستفادة من قدراتها ولو كانت ماكثة في البيت وربة أسرة من خلال استغلال النشاطات التي تتقنها بما يعود عليها من ربح مادي، وهذا موجود منذ القديم.
ويعرف عن المرأة في المجتمع الجزائري ذكائها وتمكّنها من التّأقلم مع كافة الظروف التي تمرّ في حياتها.
وفي وقتنا الحالي، لا تكفي أجرة الأب أو الزوج في الغالب من تلبية جميع حاجيات أفراد الأسرة بسبب غلاء المعيشة من جهة، وتنوع السلع الاستهلاكية المعروضة من جهة أخرى.
وترى كثير من النساء الماكثات في البيت أنهن قادرات على العمل كذلك من المنزل، سواء اللواتي لم يتلقين قسطا كافيا من الدراسة أو المتعلمات اللواتي لم يجدن منصبا في مجال تخصّصهن، أو أخريات فضلن البقاء في البيت لرعاية أطفالهن.
في بعض الأحيان، قد تكون الظروف المعيشية هي من تفرض على النساء التوجه للعمل ولو من البيت للحصول على مدخول مالي إضافي، ولكن البعض منهن يخترن عن رغبة وطموح إطلاق مشاريع صغيرة من المنزل.
مواقع التواصل أنسب حل للتجارة من البيت
صنع الحلويات التقليدية والإكسسوارات النسائية وخياطة العبايات، من أكثر السلع التي تلقى رواجا كبيرا مؤخرا على منصات التواصل.
وأوضحت رئيسة جمعية تحدي المرأة الماكثة في البيت شهيرة قويدر لمنصة “أوراس” أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يساهم في إنجاح النشاطات التجارية التي تقوم بها النساء الماكثات في البيت.
وأضافت أن استخدام منصات التواصل بشكل صحيح يمكّن النساء من طرح المشاريع المنزلية دون الحاجة لرأس مال كبير أو كراء محلات تجارية.
وأكدت أن الإقبال على اقتناء بعض السلع يكثر في المواسم الدينية والأعياد، لذا تعمل الجمعية على مساعدة النساء اللواتي لديهن أنشطة يمكن استغلالها خلال هذه الفترة لزيادة الإنتاجية بالمقارنة مع الأيام العادية.
رمضان والأعياد لتحقيق الأرباح
وأشارت شهيرة قويدر أن جمعية تحدي المرأة الماكثة في البيت تقدم تكوينات في مجال الإعلانات الإلكترونية للنساء المتعلمات وغير المتعلمات بشكل فردي ليصبحن قادرات على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لجلب الزبائن من البيت.
وفي السياق ذاته، اتفقت الجمعية مع مؤسسة إشهارية متخصصة في الإعلان والتسويق الإلكتروني لتعمل مع النساء الأعضاء والترويج للخدمات والسلع التي يقدمنها.
كما تتعامل النساء الأعضاء في الجمعية مع مؤسسات متخصصة في توصيل الطلبات للزبائن دون عناء البحث عمّن يوصل المقتنيات إلى أصحابها، تضيف رئيسة الجمعية.
وانطلقت الطلبيات المتعلقة بصناعة الحلويات استعدادا للعيد منذ اليوم العاشر لرمضان، أما الملابس والإكسسوارات وحتى الأغطية المنزلية، فبدأ تسجيل طلبيات الزبائن قبل رمضان.
ولم تعد النساء الحرفيات أو صاحبات المشاريع الصغيرة تكتفي بالمعارض لعدم قدرة الجمعيات المنظمة لمثل هذه التظاهرات من تمكين الجميع التواجد فيها، لذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعية وسيلة تسهل على النساء مزاولة أنشطتهن دون الابتعاد عن البيت أو التقصير في مهام الأسرة.