-

الوضع في ليبيا وأهمية الحوار الوطني

(اخر تعديل 2025-05-16 07:38:41 )

مجلس الأمن الدولي ومناقشة الوضع في ليبيا

عقد مجلس الأمن الدولي مؤخراً جلسة مشاورات بشأن الوضع في ليبيا، حيث شارك فيها عضو البعثة الجزائرية الدائمة لدى الأمم المتحدة توفيق العيد كودري. هذه الجلسة تأتي في وقت حساس تشهد فيه ليبيا تصاعداً في الاشتباكات المسلحة، مما يثير قلق المجتمع الدولي ويستدعي اتخاذ إجراءات فورية.

قلق الجزائر من الأوضاع الراهنة

في كلمته خلال الجلسة، عبّر كودري عن قلق الجزائر العميق إزاء ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول سلمية. وأكد على أهمية الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات، داعياً الأشقاء الليبيين إلى التحلي بروح المسؤولية والوطنية، وتغليب المصلحة العليا للشعب الليبي على أي اعتبارات أخرى.

التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية

كما أوضح الدبلوماسي الجزائري أن ولاية المحكمة الجنائية الدولية في ليبيا يجب أن تتم بالتكامل مع السلطات القضائية المحلية، وليس بمعزل عنها. وأعرب عن ترحيب الجزائر بالتعاون الإيجابي الذي تبديه السلطات الليبية مع المحكمة، مشيراً إلى أن ليبيا بحاجة ماسة اليوم إلى توحيد صفوف أبنائها بعيداً عن الانقسام، من أجل دفع المسار السياسي قدماً تحت رعاية الأمم المتحدة.

تحقيق العدالة كحق أصيل

وأكد كودري على أن تحقيق العدالة في ليبيا يعد مطلباً وطنياً مشروعاً وحقاً أصيلاً لا يمكن التنازل عنه أو المساومة بشأنه. وشدد على أنه لا ينبغي أن يكون هذا الحق عرضة للضغوط الخارجية أو الظروف المؤقتة، بل يجب أن يبقى جزءاً أساسياً من السيادة الليبية.

التأكيد على ضرورة خروج القوات الأجنبية

وحذر كودري من جعل ليبيا ساحة لصراعات الأطراف الخارجية، مطالباً بخروج كافة القوات الأجنبية من البلاد لضمان الاستقرار. ودعا إلى سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، وتمكين الليبيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم بعيداً عن التجاذبات الإقليمية وصراعات النفوذ.

تعزيز التعاون المحلي والدولي

وأشار العيد كودري إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات القضائية الليبية والمحكمة الجنائية الدولية لضمان التحقيق في الجرائم والانتهاكات. كما دعت الجزائر من منبر مجلس الأمن إلى تسريع التحقيقات المتعلقة بالوضع في ليبيا، تمهيداً لإغلاق القضايا المعروضة في أسرع وقت ممكن.

مسؤولية المجتمع الدولي

وطالبت الجزائر المجتمع الدولي، وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة، بتحمل مسؤوليته في دعم قطاع العدالة الليبي. وأكد كودري أن تحقيق العدالة لا يمكن أن يتم في فراغ، وأن أي جهود لتحقيقها يجب أن تكون مدعومة بإرادة حقيقية من جميع الأطراف وبدون أي ضغوط خارجية.

دعوات الجزائر إلى العدالة لفلسطين

في ختام كلمته، جددت الجزائر دعوتها إلى محكمة الجنائية الدولية والمدعي العام لمواصلة جهودهم للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، مما يعكس التزام الجزائر الثابت بقضايا العدالة والمساواة على الصعيدين الإقليمي والدولي.


شراب التوت الحلقة 101