-

استشهاد يحيى السنوار ودلالاته التاريخية

(اخر تعديل 2024-10-18 15:00:34 )

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استشهاد يحيى السنوار، رئيس مكتبها السياسي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد أكدت الحركة أن رحيل السنوار لن يكون إلا حافزًا لزيادة قوتها وصلابتها في مسيرتها نحو تحقيق التحرير الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريفة.

بيان حماس: الفخر بالشهادة والتعهد بمواصلة الطريق

في أول بيان رسمي لها بعد الإعلان عن اغتيال السنوار، صرح خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، قائلاً: "بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة، تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا كافة وأحرار العالم، رجلاً من أنبل الرجال وأشجعهم، شخصاً كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله في طريق تحريرها."
برغم القانون الحلقة 26

وأوضح الحية أن السنوار "ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً مع جيش الاحتلال في الصفوف الأمامية، متنقلاً بين جميع المواقع القتالية، صامداً وثابتاً على أرض غزة العزة، مدافعاً عن فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً للروح الصامدة والصبر والمقاومة."

وشدد على أن تضحيات قادة الحركة وشهدائها، بما في ذلك استشهاد السنوار، "لن تزيد حركة حماس ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصراراً على المضي في دربهم والوفاء لدمائهم وتضحياتهم."

تعهد الحية بأن "حركة حماس ماضية على عهد القادة المؤسسين والشهداء حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة إلى وطننا، بإذن الله، وسوف تتحول لعنة على المحتلين الغزاة الطارئين على هذه الأرض". كما وعد بأن "راية السنوار ستظل خفاقة مرفوعة عالية"، وأن جذوة طوفان الأقصى ستبقى "متقدة تنبض بالحياة في نفوس أبناء شعبنا".

موقف حاسم من مفاوضات الأسرى

وفيما يتعلق بمفاوضات إطلاق الأسرى الإسرائيليين، أكد الحية أن الحركة لن تعيد هؤلاء المحتجزين إلا بعد وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة. وأضاف: "نقول للمتباكين على أسرى الاحتلال: إن هؤلاء الأسرى لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب منها وخروج أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال".

محطات من مسيرة السنوار: من السجن إلى القيادة

استعرض الحية في خطابه مسيرة يحيى السنوار، قائلاً إن الشهيد "بدأ شبابه منخرطًا في العمل الجهادي ضمن صفوف حماس"، واستمر في نضاله رغم اعتقاله لمدة 23 عامًا في سجون الاحتلال. وبعد الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار، عاد إلى ساحة القيادة والتخطيط والجهاد حتى لحظة استشهاده.

كما أشار إلى أن السنوار عاش ليرى في 7 أكتوبر 2023 ما وصفه بـ"اليوم العظيم" الذي كشف هشاشة الاحتلال خلال عملية طوفان الأقصى، مشددًا على أن السنوار استشهد وهو مطمئن بما قدمه من نضال وتضحيات.

تداعيات استشهاد السنوار

يتوقع أن يشكل استشهاد يحيى السنوار تصعيدًا إضافيًا في المواجهات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن الحركة أكدت في بيانها أن دماء قادتها "لن تمر دون ثمن"، وتعهدت بأن تبقى جذوة المقاومة مشتعلة حتى تحقيق التحرير والعودة.

اختتم الحية خطابه بتجديد العهد على أن راية السنوار ستبقى "مرفوعة خفاقة"، وأن طوفان الأقصى سيستمر نبضًا في قلوب الفلسطينيين حتى تحقيق النصر.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن اغتيال يحيى السنوار، حيث قال في بيان له: "يعلن الجيش والشاباك أنه في ختام عملية مطاردة استغرقت عاماً كاملًا، قضت يوم أمس (الأربعاء) قوات من الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة على يحيى السنوار، زعيم حماس".