كيف يحدث الربط عند الرجل؟
الربط هو أن يَعجِز الرجل المستوي الخِلقة وغير المريض عن إتيان زوجته. يتمركز شيطان السحر في مخ الرجل، وبالتحديد في مركز الإثارة الجنسية الذي يرسل الإشارات إلى الأعضاء التناسلية، ثم يترك الأعضاء التناسلية تعمل طبيعية، فإذا اقترب الإنسان من زوجته وأراد منها المعاشرة عطل الشيطان مركز الإثارة الجنسية في المخ، فتتوقف الإشارات المرسلة إلى الأجهزة التي تضخ الدم في القضيب كي ينتصب، عند ذلك يتراجع الدم سريعًا عن القضيب فيرتخي القضيب وينكمش.
ولذلك تجد الرجل طبيعيًّا عندما يداعب زوجته أو يباشرها – أي: منتصب القضيب – فإذا اقترب منها انكمش، فلا يستطيع أن يأتي حليلته؛ لأن الانتصاب عامل رئيس لإتمام العملية الجنسية كما هو معلوم. وأحيانًا تجد الرجل متزوجًا بامرأتين، وهو مربوط عن واحدة دون الأخرى؛ لأن شيطان السحر يعطل مركز الإثارة الجنسية إذا اقترب منها؛ لأنه مكلف بربطه عنها فقط.
سحر ربط المرأة:
وكما يحدث للرجل ربط عن زوجته، كذلك يحدث للمرأة ربط عن زوجها، وربط المرأة خمسة أنواع:
ربط المنع:
وهو أن تحاول المرأة منع زوجها من إتيانها، وذلك بأن تلصق فخذيها بعضهما ببعض، بحيث لا يستطيع الرجل أن يأتيها، ويكون ذلك خارجًا عن إرادة المرأة، حتى إن أحد الشباب الذي أصيبت زوجته بهذا النوع من السحر، كان يعاتبها فتقول له: إن هذا خارج عن إرادتي، بل قالت له: ضع في رجلي قيدًا من حديد قبل بدء العملية؛ لكي لا تلتصق ببعضها، وفعلاً صنع ذلك، ولكن العملية لم تنجح، فأشارت عليه زوجته بأن يعطيها حقنة مخدرة، عندما يريد أن يأتيها، ونجحت العملية في هذه المرة، ولكنها من جانب واحد فقط.
ربط التبلُّد:
هو أن يتمركز الجني الموكل بالسحر في مركز الإحساس في مخ المرأة، فإذا أراد زوجها أن يأتيها، أفقدها الجني الإحساس، فلا تشعر بلذة، ولا تستجيب لزوجها، بل تكون أمامه مخدرة الجسد، يفعل بها كيفما شاء، فلا تفرز الغددُ السائلَ الذي يرطب فرج المرأة، فلا تتم العملية الجنسية بنجاح.
ربط النزيف:
قد تحدثنا عن سحر النزيف في النوع الثامن من أنواع السحر وبيَّنَّا كيفية حدوثه. ولكن هذا النوع يختلف عن سحر النزيف بأمر واحد، وهو أن ربط النزيف يختص بأوقات الجماع، وأما سحر النزيف، فلا علاقة له بذلك، بل يستمر أيامًا.
وربط النزيف هو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته سبَّبَ الشيطان لها نزيفًا شديدًا – استحاضة – فلا يتمكن الرجل من إتيانها، حتى قال لي أحد الرجال، وكان جنديًّا في الجيش: إذا نزل إجازة إلى أهله بمجرد وصوله إلى البيت ينزل على المرأة دم، ويستمر مدة الإجازة 5 أيام أو أكثر أو أقل، فإذا رجع إلى عمله في الجيش لا يأتيها، بل ينقطع الدم مباشرة بمجرد خروجه من البيت، وهكذا دائمًا.
ربط الانسداد:
وهو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته وجد سدًّا منيعًا أمامه من اللحم، لا يستطيع أن يخترقه، فلا تنجح عملية اللقاء الجنسي.
ربط التغوير:
وهو أن يتزوج الرجل بنتًا بكرًا، فإذا أراد أن يأتيها وجدها كالثيِّب تمامًا، حتى يشك في أمرها، ولكنها عندما تعالَج ويبطل السحر، يعود غشاء البكارة كما كان.
طرق علاج سحر الربط
الطريقة الأولى:
تقرأ عليه الرقية المذكورة سابقًا، فإن نطق الجني الموكل بالسحر، تسأله عن مكان السحر، وتُخرِج السحر وتبطله، وتأمر الجني بالخروج من الجسد، فإن خرج الجني بطل السحر، فإذا قرأْتَ عليه الرقية، ولم ينطق الجني، يستخدم معه الطرق الأخرى.
الطريقة الثانية:
تقرأ هذه الآيات 7 مرات على ماء، ويشرب ويغتسل منها المربوط 7 أيام، فيبطل السحر إن شاء الله تعالى:
﴿ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 81، 82].
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 117، 122].
﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].
الطريقة الثالثة:
تحضر 7 ورقات سدر – نبق أخضر- وتدقهم دقًّا جيدًا بين حجرين، ثم تضعهم في إناء به ماء، ثم تُقرِّب فاك من الإناء، وتقلِّب الأوراق في الماء، وتقرأ آية الكرسي 7 مرات، والمعوِّذات 7 مرات، ثم تأمر المريض يشرب ويغتسل من هذا الماء 7 أيام، ولا يزيد عليه ماءً آخر، ولا يُسخِّنه على النار، فإن شاء أن يسخنه ففي حرارة الشمس، ولا يسكبه في مكان نجس، فيبطل السحر، ويفك الربط، إن شاء الله تعالى، وربما فُكَّ الربط من أول اغتسال.
الطريقة الرابعة:
تقرأ الرقية في أذن المربوط، ثم تقرأ في أذنه أيضًا قوله تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23].
وتكرره مائة مرة أو أكثر؛ حتى يشعر المريض بتخدير في أطرافه، وتكرر هذه الرقية على المريض عدة أيام حتى لا يعود يشعر بشيء، عند ذلك تتأكد بأن السحر قد بطل – إن شاء الله تعالى.
الطريقة الخامسة:
قال الحافظ في الفتح: أخرج عبدالرزاق من طريق الشعبي قال: لا بأس بالنُّشْرة العربية، وهي أن يَخْرُج الإنسان في موضع عِضَاه، فيأخذ عن يمينه وشماله من كُلٍّ – أي: من أوراقها – ثم يدقُّه ويقرأ فيه ثم يغتسل به؛ اهـ[1].
قلت: يقرأ فيه المعوذات وآية الكرسي.
الطريقة السادسة:
قال الحافظ: ثم وقفت على صفة النُّشْرة في كتاب الطب النبوي لجعفر المستغفري، قال: وجدت في خط نصوح بن واصل، على ظهر جزء من تفسير قتيبة بن أحمد البخاري، قال: قال قتادة لسعيد بن المسيب: رجل به طب، أُخِذَ عن امرأته، أيحل له أن ينشر؟ قال: لا بأس، إنما يريد به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم يُنْهَ عنه.
قال نصوح: فسألني حماد بن شاكر: ما الحل؟ وما النُّشْرة؟ فلم أعرفها، فقال: هو الرجل إذا لم يقدر على مجامعة أهله، وأطاق ما سواها، فإن المبتلى بذلك يأخذ حزمة قضبان، وفأسًا ذا قطارين، ويضعه وسط تلك الحزمة، ثم يُؤجِّج نارًا في تلك الحزمة، حتى إذا ما حمي الفأس استخرجه من النار، وبال على حره، فإنه يبرأ بإذن الله تعالى؛ اهـ [2].
ويجب ألا يعتقد المريض في الفأس؛ وإنما يعلم أن هذا سبب فقط، وأن البخار المتصاعد من الفأس المُحمَى على ذَكَر الرجل يؤثِّر على الجني، فيخرج، فيبطل السحر بإذن الله تعالى.
الطريقة السابعة:
يجمع المسحور أيام الربيع ما قدر عليه من وَرد المفازة، وورد البساتين، ثم يضعه في إناء نظيف ويضع عليه ماء عذبًا، ثم يغلي ذلك الورد في الماء غليًا يسيرًا، ثم ينتظر حتى إذا فتر الماء قرأ عليه المعوِّذات، ثم أفاضه عليه؛ فإنه يبرأ بإذن الله تعالى[3].
الطريقة الثامنة:
تحضر إناءً به ماء، وتقرأ عليه المعوِّذات والأدعية الآتية:
اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.
بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك.
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم.
اللهم أبطل هذا السحر بقوتك، يا جبار السموات والأرض.
تُقرَأ هذه الأدعية 7 مرات على الماء، ويشرب ويغتسل منه 3 أيام، فيبطل السحر، ويُفَك الربط بإذن الله تعالى.
الطريقة التاسعة:
تقرأ في أذن المربوط:
1- الفاتحة 70 مرة أو أكثر.
2- آية الكرسي 70 مرة أو أكثر.
3- المعوِّذات 70 مرة أو أكثر، لمدة 3 أيام أو 7 أيام، فيُفَك السحر بإذن الله تعالى.
الطريقة العاشرة:
تُحضِر إناء نظيفًا، وتكتب فيه بمداد طاهر قوله تعالى: ﴿ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 81، 82]، وتمحوه بزيت الحبة السوداء، ثم يشرب منه المسحور، ويدهن صدره وجبهته 3 أيام، يُفَك الربط، ويبطل السحر، إن شاء الله تعالى، وقد أفتى شيخ الإسلام بجواز كتابة القرآن أو الأذكار، ومحوها، وشربها للمريض[4].