-

أثر الممارسات المغربية على المياه في الجزائر

(اخر تعديل 2024-10-24 11:57:26 )

تأثير الممارسات المغربية على المياه السطحية في الجزائر

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، أكد وزير الري الجزائري، طه دربال، أن الممارسات التي تقوم بها المغرب قد أثرت سلبًا على المياه السطحية العابرة للحدود غرب الجزائر. هذه التأثيرات السلبية أدت إلى حدوث كوارث بيئية متعددة، مما يستدعي منا جميعًا التركيز على أهمية التعاون بين الدول لحماية مواردنا المائية.

اجتماع ليوبليانا: منبر للحديث عن المياه العابرة للحدود

جاءت هذه التصريحات خلال الاجتماع العاشر للأطراف في اتفاقية حماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود والبحيرات الدولية، الذي عُقد في العاصمة السلوفينية ليوبليانا. وقد سلط الضوء خلال هذا الاجتماع على العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالمياه في المنطقة.

الأثر المباشر على مناطق الجزائر الغربية

أوضح دربال أن المناطق الغربية والجنوبية الغربية للجزائر تعاني بشكل مباشر من هذه الممارسات، حيث تضررت مصادر المياه السطحية بشكل كبير. ومن بين أهم التحديات التي تم الإشارة إليها، تلوث المياه الوافدة إلى سد “حمام بوغرارة” بولاية تلمسان، بالإضافة إلى التراجع الكبير في إمدادات المياه من وادي “غير” بسبب السدود المغربية، مما أدى إلى جفاف سد جرف التربة لفترات طويلة.

كوارث بيئية ونقص التنوع البيولوجي

تؤدي هذه التأثيرات إلى كوارث بيئية، مثل انتشار ظاهرة التصحر وانحسار الغطاء النباتي في الجانب الجزائري. كما تأثرت 43 نوعًا من الطيور والحيوانات النادرة، مما يعكس مدى خطورة الوضع البيئي. كما أشار دربال إلى انهيار الأنظمة البيئية وفقدان التنوع البيولوجي في منطقة الساورة، مما أثر بشكل كبير على الحياة البرية.
أنا بنت أبي الحلقة 140

دعوات الدعم الدولي واستعادة النظم البيئية

شدد الوزير على الحاجة الماسة إلى دعم دولي لاستعادة النظم البيئية المتضررة. كما أشار إلى سعي الجزائر لتفادي السياسات الاستغلالية في إدارة الموارد المائية، مستعرضًا الاتفاقية الثلاثية الموقعة مع تونس وليبيا، التي تهدف إلى إنشاء آلية للتشاور حول المياه الجوفية المشتركة، مما يمكن أن يُعتبر نموذجًا يُحتذى به في الحلول المبنية على التنسيق.

التحديات المستقبلية وتبادل الخبرات

أكد دربال أن الجزائر تسعى لمواجهة تحديات المياه العابرة للحدود من خلال تبادل الخبرات وتوحيد المواقف تجاه المبادرات الدولية، مع مراعاة مبدأ سيادة الدول على مواردها المائية. وفي هذا السياق، تملك الجزائر تجربة رائدة في مجال المياه الجوفية، حيث تقود مشروعًا كبيرًا في بشار لتحويل المياه الجوفية من حقل تجميع المياه بمنطقة قطراني، والذي من المقرر أن يُسلم في نهاية ديسمبر 2024.

ختامًا: أهمية الحوار والتعاون الدولي

في ختام حديثه، دعا الوزير إلى تعزيز الحوار والتشاور بين الدول لضمان التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أهمية الاجتماع الذي يحمل شعار “مياهنا مستقبلنا: التعاون في مجال المياه العابرة للحدود لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ”.

الجدير بالذكر أن الاجتماع العاشر للأطراف في اتفاقية حماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود والبحيرات الدولية يُعقد من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من مختلف الدول والمنظمات المعنية بالمياه.