-

الحملة العدائية ضد الجزائر: دوافع سياسية خفية

(اخر تعديل 2025-03-05 14:19:14 )

الحملة العدائية ضد الجزائر: دوافع سياسية خفية

تتسارع الأحداث في الساحة السياسية الفرنسية، حيث أثارت الحملة العدائية التي يقودها وزير الداخلية، برونو روتايو، ضد الجزائر ورعاياها في فرنسا العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء تلك التصريحات. فمع تصاعد التكهنات حول احتمالية ترشحه للانتخابات المقبلة، يبدو أن روتايو يسعى لاستمالة اليمين المتطرف، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول استراتيجياته السياسية.

تجدد الجدل حول نوايا روتايو

في سياق الأحداث الأخيرة، تصاعد الجدل حول نوايا روتايو، خاصة بعد أن وصف الجزائريين في فرنسا بـ"الأعداء الداخليين المحتملين". هذا التصريح لم يكن مجرد كلمة عابرة، بل كان بمثابة تصعيد خطير يستهدف جالية جزائرية تلعب دورًا محوريًا في النسيج الاجتماعي الفرنسي. ما يثير القلق هو أن هذا الخطاب قد يعكس توجهًا سياسيًا يخدم طموحات روتايو المستقبلية.
مدفع رمضان الحلقة 5

انتقادات سياسية حادة

في هذا الإطار، أبدى النائب عن حزب "فرنسا الأبية"، إريك كوكريل، شكوكه حول نوايا وزير الداخلية. فقد اعتبر أن روتايو يستعد لترشحه للانتخابات الرئاسية من خلال تبني خطاب يميني متطرف. وكشف كوكريل أن الوزير يستغل كل الذرائع الممكنة للتصعيد ضد الجزائر، مما يعكس نوايا ضبابية وغير واضحة.

تصريحات تتجاوز الحدود

خلال تصريحات له على قناة "فرانس إنفو"، أدان كوكريل بشدة الحملة التي تستهدف الجالية الجزائرية، مشيرًا إلى أن روتايو يسعى لتشويه صورة الجزائريين بطرق متعددة. وأكد أن الوزير يتصرف كأنه وزير الخارجية، موجهًا عبر الجزائر رسائل واضحة حول التوترات التي يسعى لإثارتها في المجتمع الفرنسي ضد مواطنيه من أصول أجنبية.

عقلية استعمارية في الخطاب السياسي

وصف كوكريل خطاب روتايو بأنه يعكس عقلية استعمارية، مما يزيد من تعقيد العلاقة بين فرنسا والجزائر. وقد أكد أن هذه التصريحات لن تؤثر على الجزائر بأي شكل من الأشكال، وأن التصعيد لن يترك أي تأثير يذكر على مواقفها السياسية.

تداعيات الأزمة على العلاقات الثنائية

تأتي هذه الأزمة في وقت يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى النأي بنفسه عن تصريحات وزير داخليته، خاصة فيما يتعلق باتفاق 1968، الذي يبدو أنه أصبح نقطة خلاف بين الجانبين. في ظل تلك الظروف، يظهر جليًا أن مساعي إعادة رسم موازين القوى في العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر تحتاج إلى نهج أكثر دبلوماسية وواقعية.