تفاقم الأوضاع في غزة وقرارات الاحتلال
في ظل تصعيد متزايد من قبل الاحتلال الصهيوني، أعلنت هيئة البث الرسمية لقوات الاحتلال أن وزير الطاقة والبنية التحتية، إيلي كوهين، اتخذ قرارًا بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء. هذا القرار يأتي كجزء من خطة تصعيدية تهدف إلى الضغط على الشعب الفلسطيني.
ففي يوم الأحد الماضي، أفادت وسائل الإعلام الصهيونية بأن الحكومة الإسرائيلية تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تتضمن قطع الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف الحرب المدمرة.
ردود أفعال حركة حماس
عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استنكارها الشديد لهذا القرار، واعتبرت أن قطع الكهرباء عن غزة يمثل استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي التي بدأها الاحتلال منذ بداية العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي. ووصف بيان الحركة هذا الإجراء بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مشددًا على أنه يمثل اعتداءً صارخًا على حقوق الإنسان الأساسية للشعب الفلسطيني.
وفي تصريح له، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، إن قطع الكهرباء ليس جديدًا، حيث إن القطاع يعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ بداية الحرب. ودعا قاسم المجتمع الدولي إلى تطبيق قرارات القمة العربية التي ترفض حصار القطاع وتجويع سكانه.
القرار الصهيوني جريمة
استنكرت حماس في بيانها الصحفي قرار قطع الكهرباء، مشيرة إلى أنه يأتي في إطار خطة يائسة للضغط على الشعب الفلسطيني ومقاومته. وأكدت أن هذه الإجراءات، بما في ذلك قطع الكهرباء وإغلاق المعابر ووقف المساعدات الإنسانية، تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني عبر سياسة الابتزاز المرفوضة.
واعتبرت الحركة أن هذه السياسات تشكل انتهاكًا صارخًا للاتفاقات الموقعة بين الأطراف المعنية، وتجاوزًا لكافة القوانين والأعراف الإنسانية التي تحظر مثل هذه الأفعال. كما أكدت أن ممارسات الاحتلال تمثل تحديًا لإرادة المجتمع الدولي، الذي يرفض استخدام معاناة المدنيين كوسيلة للضغط السياسي.
حماس تحذر من الاستمرار في الجرائم
وحذرت حركة حماس الاحتلال من الاستمرار في هذه الجرائم، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يرضخوا لهذه الضغوط القاسية. وأشارت إلى أن المقاومة ستواصل صمودها ولن تتراجع عن نضالها من أجل الحرية والانتصار.
وشددت الحركة على ضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ بنود الاتفاقات الدولية، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية، محذرة من أن أي محاولة للمماطلة أو التأجيل ستؤدي إلى إضاعة المزيد من الوقت.
تطورات الوضع الإنساني
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ الأحد الماضي، مما يزيد من أزمة المجاعة وتدهور الوضع الصحي والإنساني. منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى منتصف يناير 2025، ارتكب الاحتلال الصهيوني جرائم إبادة جماعية أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة الوطنية الفلسطينية، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية، التي كان من المتوقع أن تنسحب فيها قوات الاحتلال بالكامل من القطاع.
الأميرة - ظل حيطة الحلقة 9
كما كشفت تقارير أن الاحتلال اقترح تمديد وقف إطلاق النار مقابل تبادل أسرى إضافيين، لكن حركة حماس رفضت هذه المحاولات، مطالبة بالانتقال إلى المرحلة الثانية كما هو متفق عليه.