-

وفاة 26 أجنبيا في صحراء الجزائر.. بين تعدد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

أعلنت لجمعية النجدة “غوث” للبحث والإنقاذ، إجلاء ضحايا حادث تيه بمنطقة تين اسميض في صحراء الجزائر، بمساعدة الحماية المدنية وعناصر الدرك الوطني.

ويتعلق الأمر بـ16 ضحية، 2 منهم جزائريين (صاحب السيارة ومرافقه)، إلى جانب 14 ضحية من جنسيات إفريقية.

وأبرزت الوكالة في البيان الذي اطلعت عليه منصة “أوراس”، أن الضحايا فارقوا الحياة بعد نفاذ كمية الماء القليلة التي كانت بحوزتهم، وكذا بسبب الحرارة المرتفعة في عين المكان.

وقبل أيام قليلة أعلنت الوكالة ذاتها، وفاة 12 مواطنا سوريا في صحراء الجزائر بعد أن تاهوا هنالك.

وأعلنت سفارة سوريا لدى الجزائر، تفويض بسام فروخ، للقيام بجميع الإجراءات المتعلقة بعملية دفن وترحيل جثامين المواطنين السوريين الذين قضوا في الصحراء الجزائرية.

وكشف عضو المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، بسام فروخ، لـ”الجزيرة”، أن المواطنين السوريين الذين قضوا نحبهم دخلوا إلى الجزائر بطريقة غير شرعية من ليبيا عبر الحدود البرية.

أسباب هجرة الأفارقة

ارتفعت تدفقات الهجرة في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات التي يشهدها العالم لاسيما في بعض الدول الإفريقية.

ومن أسباب الهجرة، رغبة الأفراد في الهروب من الصراعات والاضطهاد وكذا انتهاكات حقوق الإنسان، أو بسبب آثار تغير المناخ وبعض العوامل الطبيعية والبيئية المختلفة، وفقا لهيئة الأمم المتحدة.

كما يعتب الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة سببا رئيسا وراء الهجرة، وهي عوامل تعاني منها معظم الدول الإفريقية لا سيما دول الساحل بسبب الانقلابات العسكرية والتدخلات الأجنبية.

الصحراء الجزائرية منطقة عبور

تمتلك الجزائر حدودا برية شاسعة مع دولتي مالي والنيجر اللتين تعيشان أزمة أمنية عويصة بسبب الانقلابات العسكرية.

في هذا الصدد، كشف الكاتب العام لجمعية النجدة “غوث” للبحث والإنقاذ، بن أنس باغور أحمد في اتصال مع منصة “أوراس” أن الصحراء الجزائرية تُعتبر منطقة عبور لاسيما بالنسبة للأفارقة، كونها منطقة تماس مع عدة دول.

وأشار بن أنس باغور أحمد، إلى أن أغلب التدخلات التي تُجريها جمعية “غوث”، تتعلق في أغلب الأحيان برعايا أفارقة، يدخلون بطريقة غير شرعية عبر الحدود ويتنقلون في كثير من الأحيان عبر الأقدام ولا يستخدمون السيارات إلا في مرات ناذرة.

وتابع: “حتى في المرات القليلة التي يستخدمون فيها السيارات، لا يمروا عبر الطرق الوطنية”.

في حين أبرز محدثنا، أن هذه المرة الأولى التي تم فيها العثور على مواطنين من جنسيات سورية.

“التيه يحصد الأرواح”

تشير الأرقام التي تحصيها جمعية “غوث” الناشطة في المجال الإنساني، إلى أن العثور على مهاجرين غير شرعيين في صحراء الجزائر ليس أمرا حديثا.

ونظرا لمميزات الصحراء الجزائرية ووعورتها، تنتهي رحلة المهاجرين في أغلب الأحيان قبل أن يبلغوا وجهتهم.

في هذا الصدد، أوضح بن أنس باغور أحمد، أن أسباب الوفاة خلال محاولات الهجرة عبر الصحراء الجزائرية راجع إلى التيه خاصة في فصل الصيف بسبب الزوابع الرملية.

وتابع: “السبب الأول للوفاة هو التيه لعدم وجود مسالك رسمية للمرور، بل عبر طرق غير معلمة وغير معبدة”.

كما يُعتبر ارتفاع درجات الحرارة سببا آخر وراء وفيات المهاجرين بعد انتهاء مخزونهم من المياه.

السلطات الرسمية الأمنية حاضرة

تبذل السلطات الرسمية لاسيما الأمنية في الجزائر جهودا حثيثة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة.

في هذا الصدد أبرز، باغور أحمد، أن جمعية “غوث” تتحرك دائما بعلم القطاع العسكري والحماية المدنية والمصالح البلدية المعنية.

وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، قد أكد مطلع السنة الماضية أن عمليات ترحيل المهاجرين الأفارقة تتم بتوفير أحسن الظروف الإنسانية.

الجزائر توفي بالتزاماتها

تلتزم الجزائر بموجب مصادقتها على معظم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بمعالجة ظاهرة الهجرة غير النظامية.

في هذا الصدد، أكد المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية، رشيد مداح أنّ الجزائر في مقاربتها تمتنع عن استخدام ظاهرة الهجرة كورقة ضغط وابتزاز في سياستها على عكس ما تنتهجه دول أخرى.

وأشار رشيد مداح، إلى أن الجزائر تستند على موقف إنساني ركيزته المساعدة والتعاون.

وشدد مداح على أن المقاربة الجزائرية ترتكز بشكل أساسي على ضرورة معالجة هذه الظاهرة بمحاربة الأسباب العميقة والحقيقية للهجرة غير الشرعية المرتبطة على وجه الخصوص بانعدام الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة.

ولفت المتحدث، إلى أنّ الجزائر تسعى لمحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بإمكاناتها الخاصة، ولم تستفد من أية مساعدة خارجية.

كما ساهمت الجزائر في تجسيد عدد من المشاريع التنموية في بلدان إفريقية، لتحقيق التنمية الاقتصادية التي تساهم في الحد من ظاهرة الهجرة.

نداء جمعية “غوث

تؤدي جمعية النجدة “غوث” للبحث والإنقاذ، مجهودات ملحوظة في العمل الإنساني، تساهم من خلاله في إنقاذ الأرواح لاسيما في صحراء الجزائر.

وقال بن أنس لمنصة “أوراس”، إن الجمعية تنشط بوسائل أعضائها ولا تتلقى أي دعم من جهة أخرى.

وتستغل الجمعية سيارات أعضائها في خرجاتها، كما توفر البنزين المستخدم وباقي الوسائل لحالها بالإضافة إلى بعض التبرعات.

وتستخدم الجمعية هاتف “ثريا” كوسيلة وحيدة للتنسيق.

وأشار المتحدث، إلى وجود نقص في بعض الوسائل للقيام بالتدخلات بشكل سريع.

وتابع: “قدمنا طلبا لوزارة الداخلية من أجل رخصة استخدام الدرون منذ سنتين، إلا أننا لم نتحصل عليه بعد”.