-

التلاحم بين الشعب والجيش في الجزائر

(اخر تعديل 2025-04-08 17:57:31 )

في كلمة ألقاها نيابةً عن رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أشار إلى أن التلاحم القوي بين الشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي هو رمز لصحة الجبهة الداخلية ومتانة الوحدة الوطنية. هذه التصريحات جاءت خلال افتتاح أشغال يوم برلماني بعنوان "الجيش الوطني الشعبي: كسب رهان العصرنة والاحترافية لمواجهة التحديات"، والذي تم تنظيمه يوم الثلاثاء، كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية.

أبرز بوغالي أن هذا التلاحم يعكس بوضوح قدرة الجزائر على التصدي للتحديات الداخلية والخارجية. وأكد أن الجيش الوطني الشعبي يبقى دائماً في حالة تأهب لمواجهة أي مؤامرات أو تهديدات، وهو مستعد لحماية الوطن في جميع الظروف.

دور الجيش المحوري

وذكر بوغالي أن الجيش الوطني الشعبي لعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار في الجزائر، مما أتاح بيئة ملائمة لانطلاقة تنموية شاملة. كما أشار إلى الاحترافية العالية التي يتمتع بها الجيش، والتي تسهم بشكل كبير في تعزيز قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وقد أشاد بالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة، مع الحفاظ على احترام سيادة الدول.

وأكد بوغالي أن الجيش الوطني الشعبي، الذي يعد سليل جيش التحرير الوطني، يواصل السير على درب أسلافه الأبطال، متمسكًا بالقيم الوطنية والإنسانية. كما أضاف أن الجيش مستمر بثبات في مسار الاحترافية والتحديث، مما يعكس عزيمة الجزائر على بناء مؤسسة عسكرية قادرة على مواجهة أي تحديات.

الاحترافية والجاهزية

من جانبه، أكد رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني، براء بن قرينة، أن هذا اليوم البرلماني يهدف إلى تسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. وأضاف أن هذه المبادرة البرلمانية تمثل رسالة قوية تعكس التلاحم الكامل بين الشعب ومؤسسته العسكرية، التي تعتبر الدعامة الأساسية لحماية السيادة الوطنية وضمان استقرار الجزائر.

وفي سياق متصل، قدم العقيد مصطفى مراح، ممثل مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي، محاضرة مهمة بعنوان "الجيش الوطني الشعبي من حرب التحرير إلى بناء جيش عصري احترافي". وقد استعرض العقيد مراح خلال المحاضرة مراحل تطور الجيش الوطني الشعبي منذ حرب التحرير إلى العصر الحالي، مشيرًا إلى أن الجيش اعتمد في مسيرته على مقاربة عصرية تهدف إلى تعزيز الاحترافية والجاهزية لمواجهة التحديات الحديثة.

كما قدمت الأستاذة نجوى عابر تحليلًا معمقًا حول المنهجية الجزائرية في التصدي للإرهاب، حيث تناولت جهود الجزائر الرائدة في مكافحة هذه الظاهرة. فيما أبرز الدكتور حسام حمزة أهمية التعاون الجزائري مع القوى الإقليمية والدولية في إطار احترام سيادة الدول.

تصاعد التوترات جنوبًا

يأتي هذا اللقاء في وقت حساس تشهده الجزائر، حيث تواجه ضغوط وتحديات دولية وإقليمية، خاصة مع التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية مع مالي. بعد إسقاط الجيش الجزائري لطائرة استطلاع مسيّرة انتهكت المجال الجوي بالقرب من بلدة تين زاوتين، وصفت الجزائر هذه الانتهاكات بأنها "اختراقات متكررة" للمجال الجوي من قبل دولة مالي.

في يوم الأحد الماضي، أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو استدعاء سفرائها من الجزائر، متهمين إياها بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي. وقد أعربت الحكومة الجزائرية عن أسفها لاضطرارها إلى استدعاء سفيريها في مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل تولي سفيرها الجديد في بوركينافاسو لمهامه.

كما أعلنت الجزائر مؤخرًا عن قرار بغلق المجال الجوي أمام جميع الرحلات الجوية القادمة من مالي أو المتجهة نحوها، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.


آسر الحلقة 8