فوضى المرجعية الدينية في الجزائر
قضية فوضى المرجعية الدينية في الجزائر
أثار النائب البرلماني عبد القادر عزيز قضية هامة تتعلق بفوضى المرجعية الدينية في الجزائر، حيث أكد أن هذا الموضوع يتطلب اهتماماً خاصاً من الجهات المعنية. خلال طرحه سؤالاً شفهياً على وزير الشؤون الدينية والأوقاف، لفت عزيز انتباه الحضور إلى ملاحظاته أثناء أداء صلاة التراويح في أحد المساجد، حيث لاحظ عدم استخدام رواية ورش، التي تُعتبر أحد الأركان الأساسية للمرجعية الدينية في البلاد.
أم 44 الحلقة 7
اختلافات في أساليب العبادة
وأوضح النائب أن هناك اختلافات ملحوظة في بعض الممارسات الدينية، مثل طريقة بسط اليد أو السدل خلال الصلاة، فضلاً عن تباين أساليب الأئمة خلال خطب الجمعة؛ إذ هناك إمام يعتمد على عصاه وآخر لا يفعل. كما أشار إلى اختلافات في التسليم، حيث يقوم البعض بتسليمة واحدة بينما يقوم آخرون بتسليمتين، وهذا ينم عن فوضى واضحة.
فوضى الفتاوى في المجتمع
كما تناول عزيز قضية الفتاوى، مشيراً إلى الجدل المتكرر حول زكاة الفطر الذي يتكرر سنوياً بدون حلول واضحة. وأكد أن مثلما وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ضوابط للاستيراد لحماية الاقتصاد الوطني، يجب أيضاً ضبط الفتاوى المستوردة من الخارج لضمان وحدة المرجعية الدينية.
سؤال للنائب للوزير
اختتم عزيز مداخلته بسؤال موجه للوزير يوسف بلمهدي حول الآليات التي ستعتمدها الوزارة للحفاظ على المرجعية الدينية في الجزائر.
رد الوزير على التساؤلات
رد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، مؤكداً سعي الوزارة لتأمين الفكر الديني والحفاظ على المرجعية ووحدة الأمة من خلال التمسك بقيمها الدينية والوطنية. وأوضح أن الوزارة أصبحت أكثر تحكماً في المرجعية الدينية الوطنية، مشيراً إلى أن التربيع في الآذان لم يعد موجوداً كما كان في السابق.
الإجراءات المتخذة من الوزارة
شدد الوزير على أن الوزارة تعمل على نشر رواية ورش، رغم أن هذه الرواية تحتوي على أكثر من طريقة. وفيما يتعلق بفتاوى الزكاة والمناسبات الدينية، أكد بلمهدي أن الوزارة تتعامل مع هذه الأمور بجدية، وأنها لا تتردد في إرسال لجان تفتيش للمتجاوزين.
استراتيجيات وزارة الشؤون الدينية
تأخذ وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على عاتقها مسؤولية الحفاظ على المرجعية الدينية من خلال عدد من الإجراءات. أبرز الوزير وجود تأطير مؤسساتي علمي في مجال الفتوى، بالإضافة إلى اللجنة الوزارية للفتوى التي تضم مجموعة من كبار العلماء وشيوخ الزوايا ورؤساء المجالس العلمية.
تكوين الأئمة والمفتين
وأشار بلمهدي إلى أن المجالس العلمية الولائية تضم خيرة الأئمة والمفتين، كما تم تعيين 26 إمام مفتي في بعض الولايات مع وجود خطط لتنصيب 32 إمام مفتي آخرين. وتم استحداث منصب إمام مفتي بهدف تعزيز المرجعية الدينية.
برامج التوعية والتكوين
كما ذكر بلمهدي أن الوزارة وضعت آليات جديدة لدعم الفتوى، بما في ذلك رقم أخضر ومنصة رقمية خاصة بالفتوى، بالإضافة إلى تنظيم ورشات لتكوين الأئمة وتعاون مع دائرة الإفتاء بمصر لتدريب المفتين في المذهب المالكي. وأشار إلى أن برنامج “فتاوى على الهواء” يعد من بين المنصات الإعلامية التي ساهمت في معالجة الكثير من الأسئلة الدينية.