محكمة الجزائر تقضي بسجن بوعكاز 5 سنوات
حكم بالسجن ضد محمد بوعكاز
أصدرت محكمة الجنايات في بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة حكمًا يقضي بسجن محمد بوعكاز، المدير العام السابق للتشريفات برئاسة الجمهورية، لمدة خمس سنوات. جاء هذا الحكم بعد إدانته بتهم تتعلق بـ "استغلال الوظيفة" و"الإثراء غير المشروع".
غرامة مالية وتعويض للخزينة
أفادت التقارير أنه تم فرض غرامة مالية قدرها 600 ألف دينار جزائري على بوعكاز، بالإضافة إلى تعويضٍ مالي للخزينة العمومية بقيمة مليون دينار، وفقًا لما نشرته صحيفة "الوطن".
الدفاع ينفي التهم
خلال جلسة المحاكمة التي عُقدت في التاسع من أبريل الماضي، نفى بوعكاز التهم الموجهة إليه، مشيرًا إلى ما اعتبره "مسيرة مهنية نظيفة". في المقابل، ركز فريق الدفاع على "الخروقات الإجرائية" التي حدثت أثناء مراحل التحقيق، وأكدوا على وجود طعون في قائمة الأصول التي تم الاعتماد عليها في بناء التهم ضده.
الجدل حول الأدلة
خروقات إجرائية وممتلكات مشبوهة
بحسب مصادر إعلامية، أشار الدفاع خلال المحاكمة إلى أن الأصول المدرجة في ملف القضية "لا ترقى إلى مستوى الفساد المالي". حيث تضمنت القائمة سكنًا متواضعًا بمساحة 80 مترًا، سيارة قديمة، وهيكل بناء غير مكتمل. واعتبر الدفاع أن معظم هذه الممتلكات تم الحصول عليها عبر قروض بنكية أو دعم من برامج اجتماعية، وبعضها مسجل بأسماء أقارب وليس باسم المتهم مباشرة.
رياح القدر الحلقة 21
تضارب الشهادات
القضية أثارت جدلاً واسعًا عندما تبين أن الشاهد الرئيسي، مرزاق رويجلي، الذي كان وراء بدء التحقيق، تراجع عن أقواله أمام المحكمة ولم يحضر جلسة المحاكمة. كما ذكرت هيئة الدفاع أن هذا الشاهد أصبح السائق الشخصي والمقرب من رئيس الدائرة الإدارية لشراقة بعد خروجه من السجن، حيث تمكن من امتلاك عيادتين لطب الأسنان دون أن يتم التحقيق في مصادر تمويله.
النيابة العامة تطالب بعقوبات مشددة
على الرغم من أن وكيل الجمهورية طالب بعقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات وغرامة بمليون دينار، إلا أن القاضي اكتفى بالحكم بخمس سنوات فقط. كما طالبت الخزينة العمومية بتعويض قدره 5 ملايين دينار. ورغم تأكيد الدفاع على نزاهة بوعكاز وأنه خضع لتحقيقات سابقة خرج منها بريئًا، لم تأخذ المحكمة بذلك في اعتبارها، وأدانت بوعكاز في نهاية الجلسة، وفقاً لما ذكرته هيئة الدفاع.
رد فعل المتهم
وصف مراسل صحيفة الوطن الحالة النفسية لبوعكاز بعد سماع الحكم بأنه بدا مصدومًا ومنهارًا، حيث كان يحدق في القاضي غير مصدق لما حدث. وعقب النطق بالحكم، انهار باكيًا بين أحضان محاميه وهو يكرر: "لم أفعل شيئًا، لماذا؟".
نهاية مسيرته
يجدر بالذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان قد أنهى مهام مستشاره محمد بوعكاز في يونيو الفائت. وتم إيداع بوعكاز الحبس الاحتياطي منذ يوم 11 أكتوبر 2024 في سجن الحراش بالجزائر العاصمة.