-

تبون يختتم حملته الانتخابية بخطاب حول الجيش

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

اختار المترشح الحر عبد المجيد تبون، القاعة البيضاوية بالمركب الأولمبي “محمد بوضياف” في الجزائر العاصمة آخر محطة لحملته الانتخابية.

وشهدت القاعة البيضاوية توافدًا كبيرًا لمساندي تبون قدموا من مختلف الولايات المجاورة.

ولم تختلف الخرجة الأخيرة للمترشح في زخمها عن التجمعات السابقة، لكنها تفردت في حماس شبابها الذين حملوا الراية الوطنية لساعات، بشعار “من أجل الجزائر منتصرة”، داعمين ومساندين لمترشحهم للفوز بعهدة ثانية.

القاعة، التي تُعتبر واحدة من أبرز المرافق الرياضية والثقافية في العاصمة، تحولت إلى منصة انطلقت منها خطط تبون وبرامجه الانتخابية التي تهدف إلى تقديم رؤية واضحة لمستقبل الجزائر.

وفي شاشة عملاقة، تابع الحضور إنجازات رئيس الجمهورية في عهدته السابقة، وأهم زياراته الرسمية التي قادته إلى مختلف بلدان العالم.

وتجمع آلاف المواطنين على القاعة، التي زينتها الألوان الوطنية، مما أضفى على اللقاء طابعًا احتفاليًا.

واستهل تبون كلمته بأبيات شعرية لشاعر الثورة مفدي زكريا، مستحضرًا روح النضال والانتصار التي تميز بها تاريخ الجزائر.

وقال: “إن الجزائر آية، الشعب حررها وربك وقعها واذكر الجزائر واصغ، إن ذكر اسمها تجد الجبابرة ساجدين ركعا”، معربًا عن أمله في أن يكون عند حسن الثقة قائلاً: “ثقتكم غالية وثقيلة على الأكتاف”.

تحدث تبون عن تطور الأوضاع منذ سنة 2019، طالبًا ثقة الشعب لاستكمال مسار البناء الذي وصفه بالمسار “الحافل بالإنجازات”.

وأضاف أنه رغم عدم إنجاز كل المشاريع، فقد خطت الجزائر خطوات كبيرة، وأمنت البلاد وحمتها من مؤامرات دنيئة لطالما خططت للقضاء على الجزائر نهائيًا.

في هذا السياق، شدد تبون على تعزيز قوة الجيش الجزائري، مؤكدًا أن الدفاع الوطني هو صمام الأمان للبلاد وأنه يعتزم دعم القوات المسلحة بكل الوسائل الممكنة لضمان أمن واستقرار الجزائر.

وأكد تبون أن الجيش سيبقى ركيزة أساسية في تحقيق الأمان والاستقرار، مشيرًا إلى أهمية دوره في مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية.

وأشاد بالشباب الجزائري المثقف، كما تعهد بخلق 450 ألف منصب شغل في حال انتخابه لعهدة ثانية.

وأكد تبون أن الجزائر رغم المؤامرات التي كانت تحاك ضدها، استطاعت إعادة اللحمة الوطنية بين الجزائريين وبينهم وبين وطنهم.

وانتقل المترشح الحر إلى استعراض برنامجه المتمثل في جملة من الإصلاحات، منها رفع الأجور والحد الأدنى من الأجور، متعهدًا بمواصلة رفعه في العهدة الثانية، ورفع منحة الطلبة والبطالة.

وأكد أن الجميع أخذ حقه من الجزائر ويعمل على دمج عشرات الآلاف في مختلف المجالات من خلال خلق مناصب شغل مستعجلة للشباب لبناء مستقبلهم.

ولفت تبون إلى زيادة الدخل القومي، حيث أصبح اقتصاد الجزائر يحتل المرتبة الثالثة في إفريقيا، مع التأكيد على التزامه للوصول إلى المرتبة الثانية.

كما وعد بزيادة عدد المشاريع الاستثمارية إلى 20 ألف مشروع، مقارنة بـ 8900 حاليًا، وعزم على تحسين وضع الفلاحين من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص الاعتماد على الاستيراد قائلاً: “نفضل تقديم الدعم المالي للفلاح بدلاً من المصدر الأجنبي”.

بخصوص سياسة المياه، أكد تبون على التخلص من مشكلة نقص المياه في العاصمة خلال ولايته الثانية، مشيرًا إلى مشاريع كبيرة مثل ربط السدود وحفر الآبار وبناء محطات لتحلية مياه البحر، كما كشف خمس محطات سيدشنها في العهدة الثانية.

مراجعة القوانين الأساسية التي تهم المواطن

وفيما يتعلق بالتقسيم الإقليمي، أشار تبون إلى عزمه على مراجعة الهيكلة الإدارية، مؤكداً إنشاء عدد أكبر من الولايات وتوسيع صلاحيات رؤساء البلديات، مع التركيز على إشراك الشباب في الحياة السياسية.

أما في مجال التعليم، تعهد بمراجعة شاملة للقطاع، بصدور القانون الأساسي للمعلم قريبًا، مع العمل على تعميم الأدوات التكنولوجية كاللوحة الرقمية عبر المدارس في مختلف المدن وولايات الوطن.

وأكد أن الجزائر ستدخل لرقمنة وعصرنة شاملة، وبالتالي تصل إلى جزائر جديدة كلها شفافية خالية من الضبابية القديمة.

وتعهد بتجنيد مسؤولي الرياضة في المدارس والجامعات، مشيرًا إلى هرم يمكن تحقيقه في ثلاث مستويات: الرياضة المدرسية والرياضة الجامعية وخلق النخبة، مشددًا على تكوين المهارات في الرياضات واستثمارها.

وأكد النظرة الاستباقية والاستشرافية التي تبنتها الجزائر، ملتزمًا بإعادة مراجعة كل القوانين التي تهم المواطن لتكون أكثر سلاسة.

وأشار إلى أن الكثافة السكانية في الجزائر وصلت إلى 47 مليون جزائري، ومن المتوقع أن تصل إلى 50 مليون في خمس سنوات، وهو ما يستدعي تسييرًا حسنًا.

تقوية الجيش

أشاد تبون بالجيش الوطني الشعبي عبر الحدود، ملتزمًا بتقويته، لافتا إلى أنه خطى خطوات عملاقة في العصرنة تجاوزت بعض التنظيمات الأوروبية.

وفي سياق حديثه، شدد على تكوين الجيش ودخوله في العصرنة الشاملة والمهنية، موضحًا أن تقويته ضرورية لأن الجزائر باتت مستهدفة، قائلاً: “كل واحد يخطط من جهة، لابد أن نكون أقوياء ندافع عن كلمتنا”.
أمنية وإن تحققت الحلقة 402

على الصعيد الدولي، أكد تبون دعم الجزائر الثابت لقضايا فلسطين والصحراء الغربية، مشيرًا إلى استعادة الدبلوماسية الجزائرية قوتها ومشاركتها الفعالة في صنع القرار.

كما أعلن المرشح للرئاسيات المقبلة نيته مراجعة هيكلة مجلس الأمن والجامعة العربية.

وفي ختام كلمته، دعا المترشح الحر عبد المجيد تبون إلى المشاركة القوية، ضاربًا لهم موعدًا في اليوم السابع من سبتمبر للتصويت له.