-

دعم بوعلام صنصال وحرية التعبير

(اخر تعديل 2024-11-22 14:19:26 )

عبر المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن دعمه الكبير للكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، مشيدًا به كـ "كاتب النور"، الذي يعمل على الدفاع عن القيم العالمية في مواجهة الظلامية. وقد طالب المجلس بالإفراج الفوري عنه، مما يبرز موقفه الإنساني والثقافي تجاه قضايا حرية التعبير.

جاءت هذه التصريحات بعد خبر توقيف بوعلام صنصال من قبل المصالح الأمنية الجزائرية، مما أدى إلى حالة من الاستنفار في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه العميق إزاء هذا الحادث. وأوضح محيط الرئيس ماكرون للتلفزيون الفرنسي أن "أجهزة الدولة الفرنسية في حالة تأهب لتوضيح وضع الكاتب بوعلام صنصال"، مؤكدين أن ماكرون يثمن حرية كاتب ومثقف بارز في المجتمع.

من هو بوعلام صنصال؟

ولد بوعلام صنصال في عام 1949 في بلدة ثنية الأحد في ولاية تسمسيلت، ويعيش حاليًا في بومرداس. قبل أن يتجه إلى الكتابة، عمل صنصال كمدرس ومستشار ومقاول، بالإضافة إلى دوره كموظف سام في وزارة الصناعة. تخرج كمهندس من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر، وكذلك من المدرسة العليا للاتصالات في باريس، وهو حاصل على دكتوراه في الاقتصاد.

بدأ بوعلام صنصال مشواره الأدبي في عام 1997، حيث نشر مجموعة من الروايات التي لاقت صدى واسعًا، منها "وعد البرابرة"، "طفل الشجرة الفارغة المجنون"، "قل لي الجنة"، "حراقة"، "قرية الألماني"، و"شارع داروين". تتناول رواياته مواضيع شائكة تتعلق بالتطرف الإسلامي والعشرية السوداء ونظام الحكم في الجزائر، مما يعكس رؤيته النقدية للأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلاده.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 332

تعرض صنصال للطرد من وزارة الصناعة في عام 2003، كما تم ذكره في كتاب "زناة التاريخ" للروائي الجزائري رشيد بوجدرة، الذي يتناول فيه الكتاب الجزائريين الذين تصالحوا مع الاستعمار وتجاهلوا تضحيات الشعب الجزائري في سبيل الاستقلال.

تجدر الإشارة إلى أن بوعلام صنصال حصل على الجنسية الفرنسية قبل عدة أشهر، وكان يخطط للعيش الدائم في فرنسا. وقد أثار جدلًا واسعًا بعد زيارته إلى "إسرائيل" كضيف شرف في معرض الكتاب، حيث قام بالترويج لروايته "قرية الألماني" التي اعتبرت مسيئة لثورة التحرير الجزائرية. الرواية، التي ترجمت إلى الإنجليزية تحت عنوان "المجاهد الألماني"، تحكي قصة مزعومة لضابط ألماني نازي لجأ إلى مصر وتم إرساله لمساندة الثورة الجزائرية في خمسينات القرن الماضي، مما زاد من الجدل حول مواقفه وآرائه.