إضراب التلاميذ: مطالب بتخفيف الحجم الساعي

إضراب تلاميذ الثانويات: دعوات لتخفيف الحجم الساعي

في خطوة غير مسبوقة، خرج تلاميذ الثانويات في جميع أنحاء الوطن في إضراب عام، حيث عبروا عن مطالبهم الملحة بتخفيف الحجم الساعي للدراسة. وقد أثار هذا الإضراب جدلاً واسعًا في الأوساط التربوية والاجتماعية، نظراً لأنه جاء نتيجة تنظيم وتنسيق بين التلاميذ، الذين يُعتبرون قُصّرًا.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 17

فيديوهات التظاهرات

انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تلاميذ في مسيرات حاشدة، مطالبين بتخفيف العبء الدراسي. هذه المشاهد عكست حجم الإحباط والاستياء الذي يشعر به الطلاب نتيجة للضغوطات الدراسية المتزايدة.

تحذيرات من "إثارة الفوضى"

في بيان رسمي، أعرب الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ عن قلقه من تصاعد الأنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم إدارة هذه الأنشطة من قبل مجهولين يتخفون وراء حسابات وهمية. واعتبر الاتحاد أن هذه السلوكيات تهدف إلى نشر معلومات مضللة وتحريض الطلاب على إثارة الفوضى وزعزعة استقرار المؤسسات التعليمية.

كما دعا الاتحاد جميع أفراد المنظومة التعليمية، بما في ذلك أولياء الأمور والمعلمين، إلى توعية أبنائهم بعدم الانجرار وراء هذه الدعوات التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار التعليم.

خطوات نحو تحسين التعليم

أكد وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، في تصريحات له أن القانون الأساسي الجديد للتعليم يتضمن إصلاحات تهدف إلى تحسين جودة التعليم. وذكر أن هذه الإصلاحات تشمل تخفيف الحجم الساعي لكل من التلاميذ والأساتذة، مما سيساهم في خلق بيئة تعليمية أكثر توازنًا وفعالية.

لجنة وطنية لدراسة الجودة

أعلن الوزير عن تشكيل لجنة وطنية مختصة لدراسة جودة التعليم، ومن المتوقع أن تُعلن هذه اللجنة عن نتائج أعمالها قريبًا. تأتي هذه الخطوات في إطار التوجيهات التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لضمان تعليمٍ نوعي في مختلف الأطوار التعليمية.

تقرير مجلس المحاسبة

في سياق متصل، أشار مجلس المحاسبة في تقريره الأخير إلى أن النظام المدرسي الجزائري يُعتبر من أدنى الأنظمة في العالم، حيث لم يتم تحقيق الحد النظري الأدنى من الأسابيع الدراسية، مما يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم.

كما أظهر التقرير أن عدد الساعات المخصصة لتدريس الرياضيات في الجزائر أقل بكثير مقارنةً بدول أخرى، مما يثير تساؤلات حول فعالية المناهج الدراسية.

فهم دوافع التلاميذ

تحدثت الأخصائية الأسرية، آمال حفصة زعيون، عن الأسباب التي دفعت التلاميذ إلى الإضراب، مشيرة إلى أن قرار تقييد الدروس الخصوصية كان له دور كبير في هذه التحركات. ورغم أن الإضراب ليس بالأمر الجديد، إلا أن الظروف الحالية زادت من حدة الاستياء بين الطلاب.

وأضافت زعيون أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في نشر فكرة الإضراب، لذلك من الضروري أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات لحماية الأمن العام من أي انزلاقات قد تحدث نتيجة هذه التجمعات.

شائعات حول منع الدروس الخصوصية

انتشرت في الفترة الأخيرة شائعات تفيد بمنع الدولة للدروس الخصوصية. وفي هذا السياق، أوضح وزير التجارة الداخلية، الطيب زيتوني، أن المعلومات المتداولة تتضمن خلطًا كبيرًا. وأكد أنه ليس ضد الدروس الخصوصية، بل يعتبر أنها ضرورية لبعض التلاميذ، لكن يجب أن تتم في إطار قانوني.

تتطلب هذه المرحلة من التعليم في الجزائر تضافر الجهود بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك التلاميذ وأولياء الأمور والوزارة، لضمان تحسين جودة التعليم وتخفيف الضغوطات الدراسية.