تصريحات رئيس الجمهورية حول العلاقات الجزائرية الأمريكية
في حوارٍ عميق وملهم مع صحيفة "لوبينيون"، أطلق رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، رسائل قوية تتعلق بالعلاقات الجزائرية الأمريكية، مستغلاً هذه الفرصة للتأكيد على الموقف الثابت للجزائر منذ استقلالها.
المحاور الأساسية للسياسة الخارجية الجزائرية
أكد الرئيس تبون أن الجزائر قد حافظت منذ اليوم الأول لاستقلالها على محورين رئيسيين في سياستها الخارجية. الأول هو عدم الانحياز، حيث تلتزم الجزائر بالاستقلالية في اتخاذ قراراتها، والثاني هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو مبدأ أساسي يعكس احترام الجزائر لسيادة الدول.
علاقات الجزائر مع القوى الكبرى
وأضاف رئيس الجمهورية أنه في الآونة الأخيرة، استقبلت الجزائر وفوداً من الحكومة الروسية في إطار اللجنة المشتركة، كما أجرى تبادلات أمنية ودبلوماسية رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة، واستقبلت أيضاً وفداً من حلف الناتو.
علاقات الجزائر مع الدول المتوسطية
وفي سياق حديثه، ذكر الرئيس تبون أن الجزائر تتمتع بعلاقات ممتازة مع جميع الدول المتوسطية التي تستثمر وتتاجر معها، مشيراً إلى أن الجزائر تعتبر قوة مؤثرة في قارة إفريقيا. وأكد قائلاً: "عندما يقول بعض السياسيين الفرنسيين إن الجزائر معزولة، فهذا يثير ضحكنا"، مما يعكس ثقة الجزائر في مكانتها الإقليمية والدولية.
التمسك بالاستقلالية
وشدد الرئيس تبون على رفض الجزائر لأي محاولات لإخضاعها، مشيراً إلى أنه لا يشعر بأي عقدة في التعبير عن هذا الموقف أمام القوى الكبرى. وجاءت تصريحاته رداً على تساؤلات حول التطورات الجيوسياسية والصراعات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، مؤكداً أن الجزائر تحافظ على توازن في علاقاتها مع جميع الدول.
العلاقات مع الولايات المتحدة تحت حكم ترامب
وفي رده على سؤال حول العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب، أوضح تبون أن الجزائر تحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الرؤساء الأمريكيين، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين. وأشار إلى أنه عندما تم انتخابه في عام 2019، بعث له ترامب برسالة تهنئة بعد ساعات قليلة من إعلان النتائج، بينما استغرق الرئيس الفرنسي ماكرون أربعة أيام للقيام بذلك.
التعاون التاريخي مع الولايات المتحدة
كما أشار الرئيس إلى الأهمية التاريخية للتعاون بين الجزائر والولايات المتحدة، حيث أن الولايات المتحدة قد طرحت القضية الجزائرية في الأمم المتحدة، وهي الدولة الوحيدة التي تحمل مدينة باسم البطل الوطني الأمير عبد القادر. كما تمت العديد من المشاريع الكبرى مع الأمريكيين في مجالات الهيدروكربونات وغيرها.
رفض تهجير الغزاويين
وفي تعليقه على تصريحات ترامب حول "تنقية غزة من مواطنيها"، وصف الرئيس تبون هذا التعبير بأنه "مؤسف"، مشدداً على أن الأمر لا يتعلق بالشعب الفلسطيني الذي حظي دائماً بدعم الأمم المتحدة والعالم العربي والأوروبي والإفريقي. وأكد على الإنجازات التي تحققت، حيث نجحت منظمة التحرير الفلسطينية في الحصول على اعتراف 143 دولة في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية.
عائلة شاكر باشا الحلقة 6