-

أسرار حماية القلب من العدو

(اخر تعديل 2024-09-19 03:14:26 )

آيات صرف العدو

عندما نقرأ القرآن، نجد فيه قوة عجيبة تضع حواجز بيننا وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة. يقول الله تعالى: “وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا” (الإسراء: 45). هنا، نرى كيف أن القرآن نفسه يعمل كدرع يحمي المؤمن من التفكر في السوء.

ويستمر الله في توضيح حال القلوب: “إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا” (الكهف: 57). هذه الآية تشير إلى أن الله قد وضع غشاوة على قلوب بعض الناس، مما يمنعهم من فهم الحقائق. إنهم يعيشون في غفلة، غير قادرين على رؤية أو سماع ما ينفعهم.
انترڤيو الحلقة 5

تأمل في قلوب الغافلين

في سياق آخر، يقول الله: “أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ” (النحل: 108). هذه الآية تعكس حالة الفشل في إدراك الحق، حيث يُطبع الله على قلوبهم، مما يجعلهم بعيدين عن الهداية.

الهوى كإله

ثم نأتي إلى مسألة خطيرة أخرى، حيث يسأل الله: “أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ” (الجاثية: 23). هذه الآية تُشبه الذين يجعلون من شهواتهم وأهوائهم آلهة، مما يؤدي بهم إلى الضلال. الله يختم على سمعهم وقلوبهم، مما يجعلهم غير قادرين على التذكر أو الهداية.

التأكيد على النصر الإلهي

وفي رسالة من الله للمؤمنين، يقول: “كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” (المجادلة: 21). هنا، نجد وعدًا إلهيًا بالنصر، فالله هو القوي العزيز الذي لا يمكن لأحد أن يقف في وجهه.

التوكل على الله

وفي آية أخرى تعزز الثقة في الله: “فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ” (التوبة: 129). هذه العبارة تعكس مدى الاعتماد على الله في كل الأمور، فهو وحده القادر على كل شيء.

طلب الهداية من الله

وفي ختام هذا الحديث، نجد دعاءً رائعًا: “رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا” (الإسراء: 80). هنا، نرى كيف يلجأ المؤمن إلى الله ليطلب منه الهداية والنصر.

وختامًا، يأتي التأكيد مرة أخرى على حال الغافلين: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا” (الكهف: 57). إن الذين يتجاهلون آيات الله هم في خطر عظيم، ولا يمكنهم الهداية إلا بفضل الله ورحمته.