روسيا تصول وتجول في منطقة الساحل.. ما موقع
تتحرك رمال القارة السمراء في مختلف الاتجاهات لا سيما منطقة الساحل، بعد دخول لاعبين جدد الميدان، من قبيل تركيا والصين وإيران وروسيا، هذه الأخيرة أرسلت وزير خارجيتها سيرغي لافروف في جولة أفريقية تشمل 4 دول هي غينيا والكونغو برازافيل وبوركينا فاسو وتشاد، فيما يقوم نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك بزيارة إلى كل من النيجر ومالي.
وبقدر ما يعتبر التواجد الروسي في إفريقيا منطقيا خاصة في دول الساحل، بالنظر إلى تغيّر اللعبة الدولية، و”استيقاظ” المستعمرات الفرنسية السابقة من سباتها مع صعود جيل جديد من السياسيين والعسكريين، تظهر تساؤلات واستفسارات حول الدور الذي تلعبه موسكو في مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، وطبيعة الطموحات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تصبو لها هذه البلدان، ومدى تأثير ذلك على أمن الجزائر.
وفي السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية أبو الفضل بهلولي، في تصريح لـ”أوراس”، أن روسيا تنافس التواجد الأوربي والأمريكي في المنطقة، خاصة أن الحضور الغربي في الدول الأفريقية لم يحقق التنمية ولا استقرار أمني ولا سياسي بل أكثر من ذلك ساهم في تكاثر وانتشار الجماعات الإرهابية، وقال إن موسكو ستبرم اتفاقيات مضمونها التعاون في مجال الدفاع مثل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والسيبرانية، بالإضافة إلى تدريب جيوش دول المنطقة، مشيرا إلى إمكانية إنشاء قواعد عسكرية روسية في المنطقة نظرا لوجود مقاتلين أجانب.
وأعتبر بهلولي، أنه لا يوجد أي تأثير على الأمن القومي الجزائري انطلاقا من العلاقة القوية والاستراتيجية بين الجزائر وروسيا، كما أن موسكو تقوم بالدبلوماسية الثنائية في إطار القانون الدولي، مبرزا أن روسيا تبقي حليف الجزائر.
من جانبه، يرى القيادي في حزب التجديد الديمقراطي والجمهوري بالنيجر، عمر مختار الأنصاري، في حديث لـ”أوراس”، أن روسيا تسعى إلى مليء الفراغ الذي تركه الغرب بالساحل، وبالأخص تركة باريس وواشنطن، وقال إن موسكو نشطت عبر ألياتها الباردة للهجوم الممنهج على السياسة الغربية بأفريقيا وبالأخص الفرنسية، وجندت لتلك المهمة عددا من الأفارقة، موضحا أن موسكو نجحت ولو مؤقتا في إمالة الكفة إلى صالحها، حيث حلت محل الغرب لدى الأنظمة الانقلابية.
وتابع الأنصاري، أن موسكو تسعى سياسيا للانتقام من الغرب في دعمه لحليفها الأوكراني، فيما تسعى اقتصاديا لتعويض خسائرها من الحرب عبر الثروات الأفريقية وذلك من خلال صفقات التسليح للأنظمة المتحالفة معها، مع تزويدهم بمليشيات يحمون كراسيهم كذلك، مبرزا أن تأثير ذلك على أمن الجزائر وعلاقتها مع دول الساحل فذلك راجع لعلاقات الجزائر مع كل من الشرق والغرب، وقد تحاول موسكو كسب الجزائر إلى صفها لتتمكن من ملف الساحل برمته، كما له علاقة بمقاومة المعسكر الغربي للتواجد الروسي بالساحل؛ وموقف الجزائر من ذاك التوجه، وختم أنه يظهر للمتابع كأن ملف الساحل لم يعد يسمح بالمنطقة الرمادية بين الشرق والغرب، ويجب على كل اللاعبين اختيار فريقهم بعناية.