-

مراجعة اتفاقية الشراكة الجزائرية الأوروبية

(اخر تعديل 2025-02-18 08:19:24 )

تستعد الجزائر في هذه الفترة لإجراء مراجعة شاملة لاتفاقية الشراكة التي تربطها بالاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس حيث يُعبر العديد من القادة الأوروبيين عن آرائهم حول ضرورة التعامل مع هذه المراجعة بحذر.

أصوات فرنسية تتحدث عن الضغوط

في هذا الإطار، أعرب وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عن أمله في أن يمتنع قادة دول الاتحاد الأوروبي عن التصديق على مراجعة الاتفاقية التي طالبت بها الجزائر، وذلك حتى يتم إطلاق سراح الكاتب والمفكر بوعلام صنصال. هذه التصريحات تعكس الضغوط التي تسعى فرنسا لفرضها على الجزائر، حيث يرى روتايو أن هذه الخطوة قد تساعد في تسريع الحل لقضية صنصال.

محاولات سابقة لتدخل الأوروبيين

لا تعد هذه المرة الأولى التي تسعى فيها فرنسا لإقحام دول الاتحاد الأوروبي في مشاكلها مع الجزائر. ففي يناير الماضي، قام البرلمان الأوروبي بالتصويت على قرار يدعو إلى إطلاق سراح بوعلام صنصال، مما يظهر مدى اهتمام الدول الأوروبية بقضايا حقوق الإنسان في الجزائر.

ردود فعل سريعة

لم يمضِ سوى 48 ساعة على تصريحات روتايو حتى جاء الرد سريعًا من الاتحاد الأوروبي. فقد أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر، دييغو ميلادو، أن عام 2025 سيكون فرصة لتعزيز الشراكة بين الطرفين على أساس من المصلحة المتبادلة. كما أشار السفير إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقات التي تربط الجزائر بالاتحاد الأوروبي بمناسبة مرور عشرين عامًا على اتفاقية الشراكة، مع مراعاة المتغيرات الجيوستراتيجية التي يشهدها العالم اليوم.
السلة المتسخة الحلقة 41

مراجعة حتمية وفق معطيات جديدة

في سياق متصل، أوضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن رغبة الجزائر في مراجعة الاتفاقية تأتي نتيجة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تغيرت بشكل جذري. حيث كانت الجزائر في السابق تعتمد بشكل كبير على الاستيراد، بينما أصبحت اليوم تُنتج وتُصدر مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الصناعات التحويلية والأجهزة الكهرومنزلية.

توجهات نحو علاقات أفضل

وأكد الرئيس تبون أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى إقامة علاقات اقتصادية متينة مع الجزائر، وأن هذه الدول ليست ضد فكرة مراجعة الاتفاق. كما أثنى على النمو الذي حققته المنتجات الجزائرية في الأسواق الأوروبية، مما يعكس تفاؤلاً بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ودول الاتحاد.