-

رفض الابتزاز والتصعيد في العلاقات الجزائرية

(اخر تعديل 2025-03-11 12:19:21 )

أعلن الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، عن رفضه القاطع لأساليب الابتزاز والضغط التي تعتمدها بعض الأطراف اليمينية المتطرفة، خصوصًا فيما يتعلق بمسألة مراجعة اتفاقية 1968. حيث أكد ياحي أن هذه الاتفاقية قد فقدت الكثير من مضمونها ولم تعد تمنح أي امتيازات تذكر للشعب الجزائري.

التواصل مع الشخصيات المعتدلة

خلال ندوة نقاش حول "قراءة في اتفاقيات إيفيان"، أعرب ياحي عن استعداد حزبه للتواصل مع التيارات والشخصيات السياسية والإعلامية الفرنسية المعتدلة. هذه الخطوة تهدف إلى مواجهة الحملات التصعيدية التي يقودها اليمين المتطرف، وذلك للحفاظ على علاقات متوازنة بين الجزائر وفرنسا، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

أهمية العلاقات التاريخية والاجتماعية

أشاد ياحي بالمواقف الحكيمة التي تبديها بعض القوى السياسية والإعلامية الفرنسية، التي تدرك أهمية الروابط التاريخية والاجتماعية بين الجزائر وفرنسا، وترفض الانجرار وراء الخطابات العدائية. وأكد أن هذه المواقف تلعب دورًا حيويًا في تهدئة التوترات وحماية العلاقات المشتركة.

اتفاقيات إيفيان.. أكثر من مجرد وثيقة

وأشار ياحي إلى أن اتفاقيات إيفيان ليست مجرد إطار قانوني لتنظيم العلاقات بين الجزائر وفرنسا، بل تمثل تتويجًا لنضال طويل، حيث فرضت الثورة الجزائرية واقعًا جديدًا أجبر فرنسا على الاعتراف باستقلال الجزائر بعد فشلها في قمع المقاومة الشعبية. ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات، التي وُقِّعت في 18 مارس 1962، لم تقتصر فقط على تنظيم حركة تنقل الجزائريين، كما يروج له اليمين المتطرف، بل شملت أبعادًا سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز التعاون المتوازن بين الدولتين.

رفض التوظيف السياسوي للاتفاقيات

كما انتقد ياحي محاولات حصر اتفاقيات إيفيان في مسائل الهجرة، معتبرًا أن ذلك يعكس رؤية ضيقة وتوظيفًا عدائيًا من اليمين المتطرف، يتجاهل السياق التاريخي والاقتصادي والاجتماعي لهذه الاتفاقيات، التي شكلت أساس العلاقات بين البلدين رغم التحولات التي شهدتها.

حماية الجالية الجزائرية

وأكد ياحي أن حزبه يدرك تمامًا أن الاستفزازات الأخيرة من الحكومة الفرنسية تضر بالعلاقات الثنائية، مشددًا على وقوف الحزب إلى جانب الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لحماية الجالية الجزائرية في فرنسا من حملات اليمين المتطرف. ودعا ياحي إلى اعتماد الحوار الفكري كوسيلة لفهم التحديات واستشراف الحلول بعيدًا عن الشعبوية والتضليل. وأكد أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية يجب أن تبنى على المصالح المشتركة، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة والأجندات الظرفية.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 41

تحركات داخل البرلمان الفرنسي لتهدئة التوتر

ومن الجدير بالذكر أن مجموعة من النواب الفرنسيين، بعضهم من أصول جزائرية، قد أعلنوا مؤخرًا عن إطلاق مبادرة تهدف إلى تهدئة التوتر المتزايد بين الجزائر وفرنسا، على خلفية ما يُعرف بـ"أزمة المهاجرين المرحّلين" وملفات أخرى شائكة. ويأتي هذا التحرك في إطار "مجموعة الصداقة الفرنسية-الجزائرية" داخل الجمعية الوطنية الفرنسية، التي يقودها النائب عن الحزب الاشتراكي، لوران لارديت، المنتخب عن مدينة مرسيليا التي تضم جالية جزائرية كبيرة.