عندما نتحدث عن السحر وأثره، لا بد من استحضار آيات من القرآن الكريم، التي تعد بمثابة درع واقٍ ضد هذه القوى الخبيثة. تبدأ الرحلة بسورة الفاتحة، حيث يقول الله تعالى: «بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ». هنا، نجد الدعاء لله، وطلب الهداية إلى الطريق المستقيم، وهو الأساس في تقوية الإيمان.
في سورة البقرة، الآيات الأولى تُضيء لنا الطريق: «الَمَ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِين». هذه الآيات تتحدث عن المؤمنين الذين يثقون بالله ويؤمنون بالغيب. لذا، فالإيمان الصادق هو السلاح الأول ضد السحر؛ لأنه يربطنا بخالق الكون.
ثم ننتقل إلى آية الكرسي: «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ». في هذه الآية، نجد القوة المطلقة لله، فهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. عندما نتذكر هذه الآية، نشعر بالأمان، لأن الله هو الحافظ.
وفي الآيات التالية: «لاَ إكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مّنَ الْغَيّ». هذه الآية تذكرنا بأهمية الحرية في الإيمان، حيث أن الإيمان القائم على الاختيار هو الأكثر قوة.
أحداث حياة الأنبياء مليئة بالدروس، مثلما حدث مع موسى عليه السلام. عندما أُلقيت العصا: «فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ». هنا، نرى كيف أن الحق يُظهر عظمته، في حين أن السحر يتلاشى.
وعندما تحدى موسى السحرة: «إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ». هذه الجملة تعكس الثقة المطلقة في الله، وتُظهر أن الإيمان هو أقوى من أي سحر أو خدعة.
لا يمكننا أن نغفل عن أهمية الاستعاذة، فكما في سورتي الفلق والناس، نجد دعاءً لحماية النفس من الشرور: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ» و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ». هذه الأدعية تمثل حصنًا للمؤمنين، تعكس قوة الإيمان في مواجهة التحديات.
وفي ختام الرحلة، نجد أن الإيمان القوي بالله وقراءة آياته تجعلنا في مأمن من الشرور. فكما قيل: «مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»، نجد أن القلوب المليئة بالإيمان لن تضعف أمام أي وسائل سحرية أو شريرة.
العبقري الحلقة 1
لذا، فلنستمر في قراءة القرآن وتدبر معانيه، ولنضع ثقتنا في الله الذي هو خير حافظ، فهو القادر على حماية عباده من كل سوء.