“إكراهات إنتاجية” بعد معركة طويلة.. هل استحق
عرفت أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، مساء أمس الإثنين، العرض الشرفي لفيلم الشهيد العربي بن مهيدي.
وجاء هذا العرض بعد جدال واسع وترقب وشدّ ودذب بين السلطات الوصية التي عارضت محتوى الفيلم ومخرجه بشير درايس.
للإشارة جاء العرض الشرفي الأول تزامنا مع الذكرى الـ67 لاستشهاد الشهيد الرمز، بحضور شخصيات حكومية وأخرى فنية بارزة.
البطاقة التقنية للفيلم
يروي فيلم العربي بن مهيدي، وهو فيلم روائي مدته ساعة و55 دقيقة، قصّة أحد أساطير الثورة الجزائرية وبطولاته في النضال ضدّ المستعمر.
الفيلم للمخرج، بشير درايس، والسيناريو لعبد الكريم بهلول، فيما كتب النص مراد بوريون، وتمت الاستعانة بهوغو لوبانتو كمدير للتصوير.
وشاركت في التمثيل أسماء بارزة، على غرار خالد بن عيسى الذي أدّى دور بن مهيدي، ومحمد فريمهدي، ويوسف سحيري، إلى جانب سمير الحكيم وفتحي نوري، وباتريك ديل أزولا، وسيرجيو دوفال وحليم زربيع.
عمل جيد ولكن..
ساهم منع عرض الفيلم منذ سنة 2018، في الترويج له بطريقة أو بأخرى، ليترقب عشاق السينما والنقاد، إصدار هذا العمل السينمائي الذي حارب القيود.
وفي سنة 2022، أعلن بشير درايس التوصل إلى اتفاق مع الوصاية من أجل عرض الفيلم، إلا أنه لم يُعرض إلا بعد سنتين من ذلك.
فهل كان هذا المولود السينمائي، يستحق عناء الانتظار؟
في هذا الصدد، اعتبر الناقد السينمائي والمختص في المسرح والسينما، فيصل شيباني، أن بشير درايس قدّم فيلما مقبولا جدا بالنظر لطبيعة الموضوع والشخصية المتناولة “بعيدا عن نظرية التقديس”.
وأبرز فيصل شيباني، في تصريح لـ”أوراس”، أن درايس حاول من خلال الفيلم عكس أفلام السير الذاتية التي تم تناولها سابقا، وملامسة جوانب أخرى من الثورة وأعمالها، ليُركز على الصراعات السياسية التي كانت موجودة بين السياسي والعسكري وبين أولوية الداخل على الخارج.
ويرى شيباني، أن “سلاسة السيناريو” و”تسلسل الأحداث” كانا محكمين باستثناء بعض الهنات والمطبات الدرامية، أغلبها جاءت بسبب إكراهات إنتاجية تدخلت في سير العديد من الأحداث المفصلية داخل العمل.
وتابع محدّثنا: “درايس كان ذكيا من خلال الاتكاء على كاستينغ قوي جدا، فالممثلون حملوا الفيلم بأدائهم المقنع، بالإضافة إلى الاعتماد على حوار جيد غير نمطي”.
وأضاف: “كما يجب الإشارة إلى جمالية الصورة في الفيلم التي أوكلت لمدير تصوير إيطالي استطاع قنص تفاصيل خدمت الفيلم بشكل كبير”.