-

جدل الدروس الخصوصية: بين التأييد والرفض

(اخر تعديل 2025-01-22 10:38:30 )

أثار التصريح الأخير لوزير التربية، محمد صغير سعداوي، مجددًا النقاش حول قضية الدروس الخصوصية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين لوقفها وآخرين يرون أنها لا تشكل أي ضرر على العملية التعليمية.

وأكد وزير التربية في تصريحاته أن وزارته لم تقم بمنع الدروس الخصوصية، مما ينفي الشائعات التي انتشرت حول هذا الموضوع في الفترة الأخيرة.

فشل المنظومة التعليمية الجديدة

في هذا السياق، صرح مسعود بوديبة، المنسق العام للمجلس الوطني لأساتذة التعليم ثلاثي الأطوار "كنابست"، بأن المشكلة لا تكمن في انتشار الدروس الخصوصية بحد ذاتها، بل في الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة.

وذكر بوديبة أن الدروس الخصوصية لم تكن موجودة قبل عام 2003، بل ظهرت نتيجة للمنظومة التعليمية الجديدة التي أثبتت فشلها بعد 21 سنة من تطبيقها، مما أدى إلى العديد من المشاكل في المدرسة الجزائرية.

وأكد أنه بدلاً من التركيز على الدروس الخصوصية، يجب أن نتناول موضوع المنظومة التعليمية بشكل شامل من خلال تشخيص دقيق وتقويم فعلي للمشاكل الموجودة.

وشدد على ضرورة بناء منظومة تعليمية حقيقية تسهم في تقليل انتشار هذه الظاهرة، خاصة في مراحل التعليم الإلزامي، باستثناء الامتحانات الرسمية.

الدروس الخصوصية ظاهرة صحية

أوضح بوديبة أيضًا أن الدروس الخصوصية ليست بالضرورة ظاهرة سلبية، بل يمكن أن تكون "صحية" في بعض المجتمعات، خاصة عندما تُستخدم بشكل منظم لتحسين أداء التلاميذ في الامتحانات الرسمية أو لدعم الطلاب الذين يواجهون صعوبات في بعض المواد الدراسية.

ومع ذلك، أشار إلى أن هذه الظاهرة قد تصبح سلبية عندما تنتشر بشكل واسع، مما يؤثر سلبًا على التلاميذ في جميع مراحل التعليم، من الابتدائي إلى الثانوي.
أمنية وإن تحققت الحلقة 502

وأكد أن تهافت أولياء الأمور على الدروس الخصوصية في الآونة الأخيرة يعكس وجود خلل في المنظومة التعليمية، مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التعليم المتبعة.

التلاميذ ضحايا المنظومة التعليمية

قال بوديبة إن التلاميذ يعتبرون ضحايا للمنظومة التعليمية الحالية، مشيرًا إلى مشكلات الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية وكثافة المناهج الدراسية التي لا تتناسب مع الوتيرة المدرسية.

وأضاف أن هناك حاجة ملحة لوضع وتيرة مدرسية تسمح بالتعامل مع جميع الاختلالات الموجودة وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ داخل الفصول الدراسية.

ولفت إلى أن المعلم يواجه صعوبة في تحقيق ذلك نظرًا لالتزامه بتقديم الدروس وفق برنامج محدد، حيث قد يتعرض للمشاكل مع المفتشين إذا تجاوز الحدود المقررة، مما يؤثر على جودة التعليم المقدم.