المغرب يحاول تزييف تاريخ نظام السقي الجزائري
هل تريد ملخصا مني؟
لم يعد خافيا على أحد في العالم ما تقوم به المغرب من محاولات سرقة كل ما هو تراث جزائري، وأخرها استهداف نظام السقي التقليدي “الفقارة” خلال المنتدى العالمي للماء المقام ببالي في إندونيسيا، غير أن تحرك الوفد الجزائري المشارك في اللقاء أفشل المحاولة.
ونظم الوفد الجزائري في المنتدى العالمي للماء ندوة حول خصائص السقي التي يتوفر عليها نظام “الفوقارة” المنتشر في الجزائر وخاصة بالجنوب، بعد محاولة الطرف المغربي تزييف تاريخ هذا النظام والادعاء بأن نظامه “الخطارة” فريد، وفق ما نقله موقع الخبر.
وأشار المصدر ذاته، إلى تدخل ممثل الجزائر عقب محاولة التزييف المغربية ويقطع الطريق أمام سرقة هذا التراث، وهو ما تجاوب معه الحاضرون من الوفود الأجنبية التي أبدت إعجابها بنظام السقي “الفقارة” الذي يعود إلى آلاف السنين.
ومباشرة بعد نهاية الندوة حول “الفقارة” الجزائرية، نظمت المغرب ندوة حول أنظمة السقي، حيث تم التحدث عن “الخطارة” المغربية التي تشبه “الفقارة” الجزائرية، ولكن لا تملك الأبعاد الزمنية والاجتماعية التي يملكها النظام الجزائري.
إذ تم ذكر خصائصها دون الإشارة إلى “الفقارة”، ما جعل الخبير في حماية وصيانة الفوقارات، أحمد فيلالي، يتدخل بتذكير الحاضرين بنظام “الفقارة”، وبخصائصها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، خاصة بوجود آلة قياس تدفق استعملها الإنسان من أجل بث وزرع وتثبيت قواعد العدالة التي بدورها تساهم في الاستقرار الاجتماعي للمنطقة كاملة، وفق المصدر السابق.
تاريخ الفقارة
وتعود “الفقارة” إلى مئات السنين إلا أنها لا تزال صامدة تتحدى التكنولوجيا، وهي نظام سقي وشرب تعتمده مناطق صحراوية، أشهرها توات بولاية تندوف.
لا تعتمد “الفقارة” على المحركات والتكنولوجيا في رفع المياه من جوف الأرض إلى سطحها لسقي الأراضي، بل يتم الأمر بطرق تقليدية جدا وهذا هو سرّها.
وصفها ابن خلدون في كتاب “ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر“، قائلا “البئر تحفر عميقة بعيدة الهوى وتطوى جوانبها إلى أن يوصل بالحُفر إلى حجارة صلدة فُتِحت بالمعاول والفؤوس إلى أن يرِقّ جرمها ثم تصعد الفعلة ويقذفون عليها زبرة من الحديد تكسر طبقها عن الماء، فينبعث صاعداً في بئر ثم يجري على وجه الأرض واديا.. وهذه الغريبة موجودة في قصور توات وتيكورارين وواركلا (يقصد ورقلة) وريغ”.
“الفڨارة” عبارة عن سلسلة من الآبار المترابطة، تكون مرتفعة من جهة ثم تنزل شيئا فشيئا إلى أن يسير الماء في منحدر يسمح بانتشاره في سواقي، تمكّن من بلوغ المساحات المراد سقيها من المزروعات وواحات النخيل.
وتعتمد على توزيع الماء بشكل عادل بين المساحات المسقية، بطريقة تقليدية كما أنها وسيلة للتزود بماء الشرب.