في تنبيهٍ خطير أطلقته “المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها”، تم التحذير من استمرار تفشي فيروس جدري القردة بشكل متزايد في القارة الإفريقية. يبدو أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، مما يستدعي القلق والاهتمام من قبل السلطات الصحية والمواطنين على حد سواء.
أدلى المدير العام لهذه المراكز، جان كاسيا، بتصريحات مثيرة للقلق حيث أكد أن “جدري القردة أصبح خارج نطاق السيطرة في إفريقيا. نحن نشهد زيادة مستمرة في عدد الحالات، وهذا الأمر يثير قلقنا جميعا.” تُظهر هذه التصريحات حجم التهديد الذي يمثله الفيروس في الوقت الحالي.
في ظل هذه الظروف العصيبة، بدأت رواندا بالفعل حملة تطعيم ضد الفيروس، بينما جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تعتبر بؤرة تفشي المرض، تستعد للانطلاق بعمليات التطعيم في مطلع شهر أكتوبر المقبل. هذه الخطوات تعتبر ضرورية لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره.
في سياق متصل، كشفت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن 15 دولة من أصل 55 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي قد أبلغت عن اكتشاف إصابات بجدري القردة حتى الآن. هذه الأرقام تشير إلى أن الفيروس يتوسع بشكل مقلق في مناطق مختلفة من القارة.
وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي، التي تتابع الوضع عن كثب، أعلنت سابقاً أنه تم تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة منذ بداية العام. من بين هذه الحالات، تم رصد 1200 حالة في أسبوع واحد فقط. في شهر أغسطس الماضي، تم تسجيل 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة و541 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في 12 دولة في القارة الإفريقية.
إن الوضع يتطلب استجابة سريعة وفعالة من جميع الجهات المعنية، حيث أن تفشي فيروس جدري القردة قد يهدد الصحة العامة ويؤثر على المجتمعات بشكل كبير. لذا، يجب أن نكون جميعاً في حالة تأهب ونأخذ التوصيات الصحية بعين الاعتبار.